التقى مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، مساء أول أمس الأحد، بالشيخ محمد المغراوي، أحد شيوخ السلفية ورئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بمراكش، في إقامته بشارع مولاي عبد الله (شارع آسفي) بالمدينة الحمراء. وأوضحت مصادر موثوق بها، في اتصال أجرته معها «المساء»، أن اللقاء، الذي تمت برمجته خلال الزيارة التي قام بها المغراوي لعبد الإله بنكيران بعد تعيينه رئيسا للحكومة، عرف كلمات «مجاملة» بين الرميد والمغراوي، قبل أن ينصب الحديث على بعض القضايا السياسية. وقد أكد الرميد -بعد أن قام بزيارة لحلقات الذكر وتحفيظ القرآن في دار القرآن التي سمحت وزارة الداخلية بفتحها قبل شهور قليلة مضت- أنه لن يدخر جهدا في السعي إلى فتح باقي دور القرآن التي لا زالت مغلقة. وحسب معلومات حصلت عليها «المساء» من مصادر حضرت اللقاء، فإن الرميد -الذي كان مرفوقا بقيادييْن وبرلمانييْن عن حزب العدالة والتنمية، هما محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي للحزب، ويونس بنسليمان، عضو الكتابة الجهوية- أكد على أنه يؤيد «الرسالة النبيلة» لدور القرآن، بعيدا عن استغلالها لأغراض غير ذلك. وقد عبر الرميد -حسب ما أكده مصدر حضر اللقاء- عن عدم رضاه عن استمرار إغلاق العشرات من دور القرآن في العديد من المدن، مؤكدا أنه سيطرح هذا الملف للنقاش مع كل من عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، وامحند العنصر، وزير الداخلية، في أقرب مناسبة، فيما ذكر مصدر مطلع أن لقاء الرميد مع المغراوي أغضب الأجهزة الأمنية التي تتخوف من أن يقود فتح دور القرآن إلى ميلاد تطرف ديني بالمدينة، خاصة أن البرامج التعلمية لهذه الدور غير خاضعة للمراقبة. ومن جهته، قال محمد المغراوي، شيخ ما يسمى بالسلفية التقليدية، إن رسالة العدل والحريات التي يحملها الرميد وحكومته على حد سواء، «مسؤولية جسيمة، لا شك أن الأخ الرميد يستشعرها»، مشيرا إلى أن «الملك أساسه العدل». وبعد أن أشاد المغراوي ب«الإصلاحات» التي تقوم بها حكومة بنكيران، دعا الله أن يوفق الحكومة «لما فيه الخير للبلاد والعباد». وعلمت «المساء» أن التنسيقية المغربية وجهت قبل أيام ملفا مطلبيا إلى وزير العدل والحريات تلتمس فيه التدخل لدى الحكومة من أجل إعادة فتح العشرات من دور القرآن المغلقة. وقد استقبل المشرفون على دار القرآن التابعة للمغراوي الوزير الرميد عند مدخل باب إقامة شيخ السلفية بالتمر والحليب، بينما كانت جلسات تحفيظ القرآن منعقدة. وعاين الرميد أروقة الدار وحلقات التحفيظ واستمع إلى تلاوات بعض المقرئين.