لاحظ تقرير المجلس الأعلى الخاص بافتحاص حالة شركة الخطوط الملكية المغربية، أن هذه الأخيرة تعهدت في 18 يونيو 2001 بإقتناء أربع طائرات من نوع إيرباص A321، وقال المجلس إن اقتناء تلك الطائرات "غير مبرر وغير مقرر في خطة الاسطول" قبل أن يضيف بأن اقتناء تلك الطائرات لم يكن لحاجة معبرا عنها، بما أنه "تمت تلبية الحاجيات المعبر عنها في خطة الأسطول 2002 – 2012، بشكل كامل باقتناء 20 طائرة من نوع بوينغ. وأضاف التقرير أن "اقتناء طائرات إيرباص لم يستند على أية دراسة اقتصادية ومالية تبرر عملية الشراء هذه". ولا حظ التقرير أن شراء طائرات من النوع المخالف للأسطول فاقم من عدم تجانس هذا الأسطول، ورفع من تكلفة الصيانة وتخزين قطع الغيار وتدريب الأطقم، وأثر على القدرة التنافسية للشركة. وأكثر من ذلك قال التقرير إن "الخطوط الملكية المغربية لم تلجأ إلى طلب المنافسة من أجل اقتناء هذه الطائرات، بل قامت بطلبها مباشرة من المصنع إيرباص". وسجل التقرير أن هذه الطائرات لم يتم استغلالها حسب المبررات التي قدمت لاقتنائها، ولم تتجاوز نسبة استغلالها اليومي سوى 8.49 ساعة طيران في اليوم، أي بخسارة قدرها ثلاث ساعات من المردودية لكل طائرة يوميا. وانتهت الشركة بعد تكبد خسائر فادحة بقرار بيعها، واتخذ القرار عام 2007، وذلك بالرغم من حداثة عمرها الذي يقدر بمعدل 3.5 سنة، وهكذا قامت الشركة بطلب عروض من أجل البيع يوم 26 نوفمبر 2007، وذلك ستة أشهر فقط بعد تسليم آخر طائرة من نوع A321. وحسب نفس التقرير فقد أظهرت دراسة العروض المقدمة أن البيع سيؤدي إلى خسارة كبيرة تقدر بحوالي 266.9 مليون درهم، بالإضافة إلى تكلفة شراء القروض المبرمة سابقا لتمويل هذه الطائرات. لكن المشكل سيتأزم أكثر بما أن طلب عروض البيع لم يسفر عن أي عرض، فتقرر كراء الطائرات الأربع عام 2008، وذلك لأجل طويل لشركات أخرى، والتخلي عن فكرة البيع. ويختم التقرير بالقول بأنه حتى الكراء لم يحصل بالرغم من طرح الطائرات للكراء لمدة سنتين. وفي عام 2010 قررت الشركة الاحتفاظ بها رغم عدم جدوى مردوديتها. يذكر أن سنة 2000 و 2001 شهدتا منافسة حادة بين مجموعتي "بوينغ" الأمريكية، و"إيرباص" الأوروبية حول طلبية 24 طائرة جديدة كان المغرب آنذاك ينوي شرائها في اطار مشروع تحديث أسطول شركة الخطوط الملكية المغربية، الذي كان يتكون من 31 طائرة بوينج ضمنها، ولم تكن توجد من بينها أية طائرة "إيرباص". وكان الملك محمد السادس قد تخل بنفسه للحسم في تلك الصفقة التي أرضت الأمريكيين، ولم تغضب الأوروبيين خاصة الفرنسيين الذين ضغطوا على المغرب آنذاك من أجل شراء طائرات إيرباص مقابل الدفاع عن مشروع "الحكم الذاتي" الذي كان يطبخ آنذاك على نار هادئة مع قصر الإليزيه. --- تعليق الصورة: طائرة إيرباص تابعة للخطوط الملكية المغربي