قالت حنان رحاب، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، “إن الخطاب السياسي القائم على الشعبوية المفرطة المتصفة بالابتذال والضحالة، أمر مرفوض تماما، ولا يمكن أن يساعد على تنفيذ الإصلاحات الدستورية التي تضمن حق المواطن في المشاركة السياسية، وتضمن الحق والواجب”. واعتبرت رحاب، في ندوة حول “أزمة اللاحوار بين الأحزاب وتأثيرها على المشاركة السياسية” نظمها المرصد المغربي للمشاركة السياسية، مساء يوم الجمعة 12 يوليوز بالرباط، (اعتبرت) أن التدافع الإيجابي بين الأحزاب مقبول، وأن التحالفات تبنى على البرامج والقرب الإيديولوجي، ومن حق جميع الأحزاب أن تتقرب فيما بينها. وتعليقا على ما أصبح رائجا في مواقع التواصل الاجتماعي، حول ما قاله رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران، تقول حنان رحاب “بالنسبة لي التماسيح والعفاريت، أو جيوب مقاومة التغيير كما سماهم عبد الرحمان اليوسفي، لا يمثلون الأحزاب السياسية بالضرورة، بل هناك قوى أخرى فاعلة وهي القوى الاقتصادية، والسلبيين والمفرطين في الآمال وغيرهم..” وشددت رحاب على أنه لا يمكن إنكار مجهودات حزب ما وتصوراته في تدبير السياسة العمومية، “لكن أبني موقفي منه انطلاقا من مواقفه وأدبياته، دون إنكار لمسار هذا الحزب في البناء الديمقراطي” تضيف عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي. في ذات السياق، أوضحت رحاب أن الأحزاب التي لها رصيد مجتمعي حقيقي نابع من القوى الطلابية والعمالية والنسائية، وتضم مفكرين ومثقفين، هي “أحزاب لا خوف عليها”. تعليقا منها على أزمة اللاحوار بين الأحزاب، أكدت رحاب أنه لا يوجد حوار بين الأحزاب السياسية، “بل هناك جدل وليس اختلاف” على حد تعبيرها. مفيدي: ليس هناك عزوف سياسي من جهته، قال محسن مفيدي، نائب برلماني عن حزب العدالة والتنمية، إنه “لا وجود لأي عزوف سياسي ببلادنا، بل على العكس، هناك إقبال عن العمل السياسي” وذلك خلال مداخلته في ندوة حول “أزمة اللاحوار بين الأحزاب وتأثيرها على المشاركة السياسية” وأبرز مفيدي “أن هناك نفورا من الأحزاب السياسية، وليس من العمل السياسي بشكل عام”. وتعليقا منه على صراع الأحزاب في الشاشة، وإقامتهم ل”جلسات حميمية” فيما بينهم خارج البرلمان، قال مفيدي إنه “لا يجب أن نضخم من هذه الازدواجية، لأن قليلا من (البوليميك) محمود في السياسة، لكن في حدود الاحترام”. واستنكر ذات المتحدث ما تقوم به بعض الأحزاب مشيرا إلى أنها “تطالب بالمساواة في العجز” ومعنى ذلك بالتعبير الدارج “كلشي مايدير والو” على حد تعبير مفيدي. وأكد مفيدي أنه ” ليست جميع الاحزاب السياسية ومن يشتغل تحت يافطتها لها من مقومات الحزب السياسي” مشيرا إلى أن “التعددية المفرطة في الأحزاب التي تجاوز عددها التلاثين حزبا، من شأنه تمميع العمل السياسي”. وتذكر مفيدي أنه خلال مرحلة حكومة التناوب، ساد نقاش سياسي، والناس تطلعت وبنت آمالها ووثقت في الأحزاب، لكن بعد ذلك دخلنا في مسار الانحدار”. وأكد المتحدث ذاته أن هناك جهات، ليس بالضرورة داخل الدولة، “ربما هناك لوبيات اقتصادية أو تجارية التي ليس في صالحها أن تتقارب الأحزاب الوطنية الحقيقية فيما بينها”.