منذ تولي الحكوم الجديدة مناصبها ، قل الحديث إن لم نقل انعدم بخصوص الجالية المغربية بالخارج، إذ لم نلاحظ أي تحرك لحد الآن للوزير المكلف بمغاربة الخارج، كما أن وزارته لم تنشر خبر أي برنامج تأطيري لهذه الشريحة من المواطنين، أضف إلى هذا التوقف الكامل للبرنامج السنوي الذي خصصته وزارة عامر السابقة لمساعدة الجمعيات و الفئات المعوزة من الجاليات المغربية. يمكن أن يُعزى ذلك إلى ظروف الحكومة المتشابكة و المختلطة أوراقها، لكن ما لا يمكن أن يُغض النظر عنه هو انعدام الاتصال بين الحكومة و مغاربتها بالخارج! لقد تم الإعلان هذه الأيام عن تواجد وزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني بروما للمشاركة في لقاء 5+5، و بطبيعة الحال سٌرَ أفراد الجالية لهذه الزيارة التي كان من المتوقع أو البديهي أن يتم خلالها عقد لقاء تعارفي و تواصلي مع الوزير بهذه المناسبة، حتى أن بعض الجهات بدأت في إجراءات ترتيب اجتماع صباح اليوم التالي لنهاية مؤتمر الخمسة زائد خمسة، لكن الفرحة لم تتم حين تم الاتصال ببعض الفاعلين المهتمين لإبلاغهم عن المغادرة الفورية للوزير ورجوعه إلى أرض الوطن. حقرة وقرحة لم يتقبلها أفراد الجالية المغربية بإيطاليا الذين هُمشوا ومازالوا يُهمَشون أكثر من نظرائهم في البلدان الأخرى و خاصة من قبل الحكومة الجديدة التي بنت حيزا كبيرا من حملتها الانتخابية على محاربة هذا التهميش، لكن هي أيام قليلة وتعود حليمة إلى عادتها القديمة. فإن زار أحد موقع وزارة المغاربة بالخارج يراه يزخر فقط بصور المعارض الدولية لبيع الأراضي والمنازل وطلب التمويلات والإكثار من التحويلات، لأنه فقط هذا ما يربط مغاربة الخارج ببلدهم "بقرة حلوب". الجالية بإيطاليا، تهتف بكل قوتها "وا ملكاه "، لأنه أمام كره السيد اليزمي و مجلسه لها، و لامبالاة وزارة الجالية ، وكذا الصمت و السكون الذي يطبع الديبلوماسية المغربية بإيطاليا إزاءها، لم يبقى لهذه الجالية الضعيفة إلا راعيها و ملكها لتستنجد به. فمغاربة إيطاليا لا ولم يطلبوا يوما الصدقة من بلدهم لأنهم هم أكثر من يقدم المساعدة لوطنهم والأرقام الاقتصادية تبين هذا بكل وضوح، كما أن وطنيتهم أرقى وأسمى، وهم لا يطالبون إلا بالاعتراف بهم كمغاربة حقيقيون خاصة وأنهم يتواجدون في هذه الظرفية بين المطرقة والسندان ، فإيطاليا اليوم تمر من امتحانات صعبة ولا يمكنها أن تلبي أو تنهج برنامجها الاجتماعي كما كان في السابق، أما عزلة الحكومة المغربية لهم سواء من الجانب الاجتماعي و الحقوقي و كذا التأطير الديبلوماسي يجعلها تمد يدها و تحني رأسها لجماعات ومنظمات تابعة لدول وأنظمة أخرى كيفما كان نوعها، حتى أصبحت هذه الجالية المغربية تنعث بالجبن وقلة الحيلة من قبل من هب و دب.