افتتحت مؤخرا بجامعة بولونيا بجهة ايميل رومانيا (شمال إيطاليا)، دورة تكوينية للنهوض بتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لفائدة أبناء أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا. وتستهدف هذه الدورة، التي تتواصل إلى غاية الجمعة المقبل، 110 مدرسا مغربيا يعملون في مجال التربية غير النظامية في مختلف جهات ايطاليا ويشتغلون في إطار مؤسسات جمعوية وبيداغوجية. وأكد سفير المغرب بروما حسن أبو أيوب، خلال افتتاح هذه الدورة التي تعد الأولى من نوعها بايطاليا، أن هؤلاء المدرسين مدعوون إلى الاضطلاع بدور صلة الوصل بالنظر إلى إلمامهم باللغة والثقافة الإيطالية. ويرى الديبلوماسي المغربي أن الأمر يتعلق بتبني مقاربة جديدة في الموضوع تأخذ بعين الاعتبار خصوصيات بلد الاستقبال، مشيرا إلى أن الاختيار، وقع تحديدا على مدرسين مقيمين بإيطاليا بحكم أنهم قادرون لوحدهم على الاضطلاع بهذا الدور. وأبرز السفير، من جهة أخرى، أهمية عقد شراكات بين مؤسسات إيطالية ومغربية وذلك لتتمكن الجالية المغربية المقيمة بايطاليا من الإضطلاع بدورها بشكل كامل في تعزيز التعاون بين البلدين. وبدورها، اعتبرت المسؤولة عن الشؤون الاجتماعية والاندماج في جهة إيمليا رومانيا تريزا مارزوتشي، التي مثلت رئيس الجهة خلال افتتاح هذه الدورة، أن «التعدد الثقافي يشكل غنى بالنسبة لمجتمعينا». وأشاد ت مارزوتشي، كباقي المسؤولين عن جامعة بولونيا، بتنظيم هذه الدورة التي ستعزز التعاون، ولا سيما على المستوى الجامعي. وتندرج هذه الدورة التكوينية في إطار مخطط عمل أعدته الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في الخارج بالتعاون مع سفارة المغرب في إيطاليا، وذلك على الخصوص، بهدف تعزيز ارتباط أبناء أفراد الجالية المغربية المقيمة بإيطاليا باللغة العربية والثقافة المغربية. كما تندرج في إطار مسلسل التنفيذ التدريجي للبرنامج الاستعجالي للنهوض بتعليم اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية الذي صادقت عليه اللجنة الوزارية المختلطة المكلفة بالهجرة. وتأتي هذه الدورة أيضا في سياق تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة، في أكتوبر الماضي، بين الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة بالخارج وقطاع التعليم المدرسي. ويقوم بتأطير هذه الدورة التكوينية خبراء من وزارة التربية الوطنية وجامعة تيليماتيكا الدولية للتعليم عن بعد بروما. ويتضمن برنامج هذه الدورة، التي تنظم أيضا بالشراكة مع الجمعية الإيطالية المغربية للتربية والتعليم من أجل الاندماج، عشرات العروض البيداغوجية والأوراش التي تستجيب للمعايير الأكثر حداثة في مجال التلقين، وذلك بهدف تعزيز قدرات التواصل لدى الأطفال وتيسير إندماجهم الإيجابي في مجتمع الإستقبال. ويشارك في هذه الدورة التكوينية، التي حضر افتتاحها العديد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في إيطاليا، وفد يمثل الوزارة المكلفة بالجالية المغربية المقيمة في إيطاليا وكتابة الدولة المكلفة بالتعليم المدرسي.