بعضالانطباعات والشهادات الدولية تأتي هذه المساهمة انسجاما و الذكرى 49 لوفاة بطل الريف والإنسانية جمعاء محمد بن عبد الكريم الخطابي، والتي ستنصب حول البعد الكوني للتجربة التحررية الخطابية، التي اعتبر صاحبها أن الاستعمار مصدر تباعد الشعوب و الحرب الشعبية نقطة التقاءها،لذا فالقائد الناجح هو من يتجاوز العراقيل الناتجة عن تصرفات المستعمر،وأيضا تكمن حنكة الزعيم في تجاوزه للمحددات الإقليمية والخصوصيات في مشروعه النضالي، فالمتتبع للتجربة الخطابية يلمس الأبعاد المختلفة لتوجهاتها النضالية،فمن يجعل الانتماء للإنسان يصنع لنفسه مكان في ألواح التاريخ الإنساني، إن إدراك محنة الاستعمار حتم على الخطابي التفكير في خلق نمط جديد يشيد به قدرة الشعوب المغلوبة على استرداد حريتها،انطلاقا من معالم محلية ووطنية إلى اهتمامات قومية وإنسانية كونية.تمكن الآراء الدولية والانطباعات والشهادات عن تجربة محمد بن عبد الكريم الخطابي،من فهم معالم المدرسة التحررية في مستواها العالمي،ومدى تأثيرها على باقي العوالم من مختلف القارات، وهذه شهادات لشخصيات من منابر مختلفة حول الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، يقول الجنرال الفرنسي بوفر الذي شارك في العمليات العسكرية ضد "الثورة الريفية" بأن عبد الكريم "سبق عالمه بقرن"،أما الشاعر الفرنسي الكبير لوي أراغون فقد صرح بأن عبد الكريم " بعث في شبابنا أصدق المثل"،وفي رأي الصحفي الفرنسي جان لاكوتير فإن بطل الثورة الريفية"شخصية خارجة عن نطاق الترتيب وأن مكانته ستظل تتعاظم في الكتابات وفي ضمير الشعوب، ‘'أما الزعيم الصيني فقد ظل وفيا لاعتقاده حول مكانة الأمير الخطابي،فنجده يصرح لوفد فلسطيني عندما زاره من أجل أن يقدم لهم التوجيهات بخصوص الحرب التحررية،حيث اندهش الوفد من جواب الزعيم ماو"رفاقي الأعزاء جئتم تريدون أن أحدثكم عن حرب التحرير الشعبية،لكريم في حين انه يوجد في تاريخكم القريب ابن عبد الخطابي الذي هو أحد المصادر الأساسية التي تعلمت منها حرب التحرير الشعبية. تعزز إيمان محمد بن عبد الكريم الخطابي بان الهم النهائي والأنبل في الوجود الإنساني هو مواجهة أعداء الحرية في العالم،فلهذا كان هدفه يتلخص في فكرة أن الاستعمار يجب أن ينتهي في كل مكان من العالم وهنا تظهر عالمية الخطابي وإنسانيته الخالدة،وفي هذا الصدد نجد مقال نشره زعيم الفينتام (الهند الصينية) هوشي منه الذي قاتل الفرنسيين سنة 1954 وطرد فرنسا من بلاده الفيتنام،صرح في كلام له ." إن الريفيين بزعامة محمد بن عبد الكريم استحقوا بجدارة أن يقال عنهم:إنهم أعطوا الدرس للعالم أجمع،فعبد الكريم بطل وطني ورائد الحرب الشعبية، وسيبقى مثالا رائعا للشعوب الضعيفة والمغلوبة على أمرها.' وعلى نهج ثقافة الاعتراف التي يتميز بها العظماء، نستحضر شهادة شكيب أرسلان" إذا نظر الناس بعين الإنصاف يجدونه بطل العصر الحاضر بين جميع الأمم لا بين المسلمين فقط''. شهادة لها قوتها من حيث الشخصية التي أدلت بها،هذا بالرغم أن الخطابي ليس في حاجة إلى الإشادة به لأن التاريخ حريص وكفيل بحفظ انجازات وفضل العظماء على الإنسانية.من هنا يمكن أن نشكل صورة مفادها أن الأمير محمد بن عبد الكريم الخطابي استطاع أن يصنع عقيدة جديدة يستعين بها من يريد استرداد حقوقه،فانتقاله بالنضال من المستوى الوطني إلى ما هو قومي وعالمي،يجسد فكرة الخطابي الداعية إلى أن الانتماء يكون للإنسان خاصة المغلوب على أمره ومساعدته على تخطي محنته للعيش بحرية وكرامة،فإذا كان الاستعمار سببا في تباعد الشعوب فإن الحرب الشعبية هي نقطة التقاء الشعوب.يقول الخطابي أن انتصار الاستعمار في أي مكان هو انهزام لنا وانتصار الحرية في أي مكان هو انتصار لنا.) تتمة(