رسائله إلى دول المغرب العربي وإلى حركة 20 فبراير وشعوره لدى سماعه خبر وفاة الشاب المغربي الذي أضرم النار في ذاته قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في حوار خاص مع موقع "لكم. كوم"، إن منطقة المغرب العربي تشهد منعطفا تاريخيا كبيرا على إثر انهيار الدكتاتوريات في كل من تونس وليبيا وبداية الإصلاحات في الجزائر والمغرب، وأن الفرصة أصبحت مواتية لإحياء اتحاد المغرب العربي الكبير في إطار منظومة تشبه الاتحاد الأوربي. وأوضح الرئيس التونسي الذي كان يتحدث إلى أبوبكر الجامعي وعلي أنوزلا من داخل قصر قرطاج الجمهوري بالعاصمة تونس أن الاتحاد يمكن أن يقوم على خمس حريات هي: حرية التملك وحرية التنقل وحرية العمل وحرية الاستقرار وحرية الانتخابات المحلية. وتمنى المرزوقي أن تكون هذه السنة هي سنة المغرب العربي، مضيفا بأن ما ينقص بناء هذا الاتحاد هو توفر إرادة سياسية لبناء مؤسسات حقيقية وليست مؤسسات صورية. موضحا بأن هذه الإرادة أصبحت موجود في بلدين تحققت فيهما الثورة هما تونس وليبيا وفي البلدان التي تسير على نهج الإصلاح خاصة الجزائر والمغرب. المغرب والجزائر وبخصوص الخلاف بين المغرب والجزائر الذي ظل يعطل بناء اتحاد المغرب العربي، أبدى الرئيس التونسي استعداد بلاده للعب دور تقريب وجهات النظر بينهما، إلا أنه أضاف بأنه شعر بأن هناك نوعا من التوجه نحو التقارب بعد التغيرات الكبرى التي شهدها العالم عام 2011، في إشارة إلى ثورات "الربيع العربي" التي انطلقت شرارتها من تونس. وقال المرزوقي إن المطلوب اليوم هو بناء مغرب عربي جديد "مغرب الشعوب وإرادة الشعوب" على حد قوله. وفيما يتعلق بمشكل الصحراء، اقترح الرئيس التونسي تطويق هذا المشكل ووضعه بين قوسين والالتفاف حول العقبة التي يطرحها، معتبرا أن بناء الاتحاد المغرب العربي كفيل بأن يجد حلا لهذا المشكل بطريقة طبيعية وسهلة.، على حد تعبيره. انهيار السد وعندما سأل موقع "لكم.كوم" الرئيس التونسي حول شعوره لدى سماعه خبر وفاة شاب مغربي أضرم النار في ذاته احتجاجا على الظلم الذي كان يشعر به، بدت ملامح التأثر على وجهه، ورد بأسى بأن تكرار مثل هذه العمليات يفسر فشل المجتمع وفشل النظام الاقتصادي وفشل الجميع. ودعا المرزوقي الشباب اليائس إلى التشبث بالأمل خاصة وأن أبواب الأمل، في نظره، أصبحت مفتوحة بعد ثورات "الربيع العربي"، وبعد ما أسماه ب "انهيار السد" الذي كان يحول دون وجود هذا الأمل، متمنيا أن يستعيد الشباب ثقته في نفسه وفي المستقبل. رسائل 20 فبراير وفيما يتعلق بالرسائل التي يوجهها الرئيس التونسي إلى حركة 20 فبراير بالمغرب، قال إنه لايريد أن يضع نفسه في موقع من يعطي الدروس، إلا أنه أضاف بأنه يتمنى أن يجد كل بلد مغاربي طريقه نحو التغيير وبدون تكلفة كبيرة كما حصل في تونس ولبييا. فتح القصر أمام الشعب من جهة أخرى تحدث الرئيس التونسي عن مغزى ورمزية وجوده داخل القصر الرئاسي الذي حملته إليه الثورة التي شهدتها بلاده، فقال إنه مدين للشباب الذي ضحى بصحته وحياته من أجل تحقيق الثورة، وتمنى أن لا يخون تلك التضحيات، وقال إنه فتح باب القصر للتلاميذ لزيارته وللمثقفين، وتخلص من حياة البذخ التي كانت توجد داخله، وبأنه تنازل عن ثلثي راتبه وبأن راتبه الحالي لا يتجاوز راتب أستاذ جامعي في تونس. وخلص المرزوقي إلى أن رئيس الجمهورية هو "خادم الشعب"، ولذلك قال إنه دأب منذ دخوله القصر الرآسي على العودة كل أسبوع للمبيت في بيته بسوسة حتى لا يرتبط بالمكان، الذي قال إنه يجب أن يبقى مكانا للعمل فقط... نصف عائلتي مغربية وعن علاقته بالمغرب قال الرئيس التونسي إن نصف عائلته مغربية، فهي بعد أن خرجت مشردة من تونس استضافها المغرب في منتصف القرن الماضي، وكان والده وكيلا عدليا بمدينة طنجة التي حصل فيها المرزوقي على شهادة الباكالوريا. كما أن والده تزوج مغربية وأنجب منها ثلاثة إخوة غير أشقاء للمرزوقي مازالوا يعيشون في المغرب الذي توفي به والده ودفن بمدينة مراكش. الجزء الأول الجزء الثاني