تدق ساعة الحقيقة أمام المنتخب المغربي لكرة القدم يوم الجمعة 27 يناير، عندما يلاقي الغابون في ليبرفيل ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة ضمن نهائيات كأس امم افريقيا التي تستضيفها الأخيرة مع غينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل. فبعد خسارته المباراة الأولى أمام تونس 1-2,، يدرك "أسود الأطلس" أن أي تعثر جديد يعني خروجهم خاليي الوفاض وهم الذين يمنون النفس بتخطي الدور الأول لتأكيد عودتهم اللافتة إلى الساحة القارية بعدما غابوا عن النسخة الأخيرة في انغولا وتكرار انجاز عام 2004 على الأقل عندما بلغوا المباراة النهائية وخسروها أمام تونس المضيفة 1-2 أيضا. الأكيد أن المنتخب المغربي بحاجة أمام الغابون إلى تلك الروح القتالية واللعب المنظم والمستوى الرائع الذي مكنهم من التغلب على المنتخب الجزائري برباعية نظيفة في التصفيات في مراكش وخطوا على أثره خطوة كبيرة نحو بلوغ نهائيات النسخة الحالية بعدما كانوا في وضع حرج، وهو ما أكده أغلب اللاعبين في اليومين الأخيرين من خلال الحماس الكبير الذي دب في نفوسهم في المعسكر التدريبي بمقدمتهم القائد حسين خرجة الذي أوضح بان "كل شي على ما يرام الآن، أظن أننا نسينا الخسارة أمام تونس وحفظنا الدرس جيدا، الكل مصمم على رفع التحدي أمام الغابون". وأضاف "في كرة القدم كل شيء ممكن، نحن ندرك جيدا صعوبة المهمة وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقنا لأننا سنواجه منتخب البلد المضيف المؤازر من جماهيره الغفيرة ورئيس بلاده علي بونغو، لكننا نعتبر المباراة المقبلة بمثابة فرصة لنا للتعويض مهما كانت قوة المنافس ومستواه في الآونة الأخيرة، نحن هنا من أجل العمل والتأهل,، وتدارك النقص حتى نقدم ما هو مطلوب منا. جميع اللاعبين عازمون على التضحية فوق الملعب يوم المباراة". وختم قائلا "سنخلق مشاكل عدة للغابونيين، ولدينا الإمكانيات للقيام بذلك (...)، سنكون طموحين أكثر منهم وهذا ما يمكن أن يرجح كفتنا، لأننا نقدم نتائج رائعة عندما نكون تحت الضغط". من جهته، قال المدرب البلجيكي اريك غيريتس "المنتخب المغربي لم يستهلك كل أوراقه حتى الآن، سنظهر بوجه مختلف في المباراتين المقبلتين,، وكل شيء ممكن أن يحدث، كرة القدم لم تعد تعترف بالمنطق وبالعروض الجيدة وعراقة المنتخبات كما كانت الحال في السابق، تغير مفهوم كرة القدم وباتت المنتخبات المتواضعة والصغيرة أفضل بكثير وتحدث المفاجآت". وابرز انه "وقف على نقاط القوة والضعف في صفوف المنتخب الغابوني وسيحاول استغلال الأولى وتفادي الثانية"، مضيفا "كنا الأفضل طيلة مجريات المباراة أمام تونس وخسرنا بسبب جزئيات صغيرة (فقدان التركيز). الآن ليس لدينا ما نخسره أمام الغابون. طموح وإصرار وعزيمة اللاعبين واضحون للعيان وستكون لنا كلمة غدا". ويعلق المغاربة أمالا كبيرة على مواجهة الغابون كونها الفرصة الأخيرة لإنعاش الآمال تخطي الدور الأول وان كان اشد المتفائلين في المغرب لا يتوقع تحقيق نتيجة ايجابية بالنظر إلى الخسارة المخيبة أمام تونس 1-2، ويرون أن اسود الأطلس سيلقون المصير ذاته لنسخة 2006 في مصر حيث خسروا المباراة الأولى أمام ساحل العاج 1-3 ثم سقطوا في فخ التعادل السلبي أمام الفراعنة وليبيا وودعوا من الدور الأول. وتابع غيريتس "صحيح أن جميع المغاربة لا يزالون تحت وقع صدمة الخسارة أمام تونس، لكن حظوظنا لا تزال قائمة على الرغم من المهمة الصعبة التي تنتظرنا أمام الغابون والنيجر". وأوضح غيريتس انه ركز على إعداد اللاعبين نفسيا ومعنويا في الأيام الأخيرة بالإضافة إلى تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها في المباراة الأولى من الناحية التكتيكية خصوصا غياب الفعالية أمام المرمى، مشيرا إلى انه يتطلع إلى إعادة الاعتبار إلى اسود الأطلس والى نفسه من خلال خطة محكمة ومتوازنة بين الخطوط الثلاثة بعد الانتقادات التي وجهت إليه بخصوص اختياراته التكتيكية والفنية. وتابع "عملنا بشكل كبير في اليومين الأخيرين وسنواصل العمل حتى يوم المباراة. رصدنا هدفين في التدريبات: التحضير النفسي والمعنوي للاعبين, ثم التحضير التكتيكي والفني، وأعتقد بأننا جاهزون لخوض هذا التحدي", مبرزا انه طالب اللاعبين ب"تكرار الأداء الجيد الذي قدموه أمام تونس لكن بطريقة أفضل واكسر فعالية". وقال "بشهادة الجميع، قدمنا مباراة جيدة أمام تونس وكنا الأفضل لكن النتيجة لم تكن جيدة. سنحاول الظهور بشكل أفضل أمام الغابون التي لن تكون خصما سهلا بطبيعة الحال والضغوطات كبيرة عليها أكثر منا لأنها المضيفة وتسعى إلى أن تحذو حذو شريكتها في الاستضافة غينيا الاستوائية التي فجرت المفاجأة ببلوغ ربع النهائي في أول مشاركة لها,، كما أن الغابون مطالبة بالفوز أكثر منا كونها ستواجه تونس". وغاب 5 لاعبين عن الحصة التدريبية لمنتخب المغرب أمس لأسباب مختلفة أبرزها إصابة الحارس الاحتياطي الثالث عصام بادة بالملاريا ومهاجم ارسنال الانكليزي مروان الشماخ بتسمم غذائي. وقال طبيب المنتخب المغربي عبد الرزاق هيفتي إن حارس مرمى الفتح الرباطي بادة أصيب بالملاريا ولكنه تعافى من هذا المرض. وأضاف "تدهورت حالة بادة الثلاثاء ونقل إلى المستشفى العسكري حيث تلقى العلاجات الضرورية، وقد تعافى الآن بنسبة 80 بالمائة ويوجد تحت رعايتنا بالفندق الذي نقيم فيه"، مشيرا إلى انه سيستأنف التدريبات الخميس. وبخصوص الشماخ، قال هيفتي "إنها وعكة صحية بسيطة لا تدعو إلى القلق، أصيب بتسمم غذائي وهو أمر عادي بالنسبة إلى اللاعب كون النظام الغذائي تغير بشكل كبير هنا في ليبرفيل"، مضيفا "أن الجهازين الطبي والفني قررا إراحته خصوصا وانه لم ينم ليلة أمس بسبب ارتفاع درجة الحرارة". أما اللاعبون الثلاثة الذين غابوا أيضا فهم مدافع اودينيزي المهدي بنعطية بسبب إصابة خفيفة في الركبة، ومدافع بورصا سبور التركي ميكايل بصير لإصابة في كاحله تعرض لها في المباراة أمام تونس، ومهاجم هيرينفين الهولندي أسامة السعيدي بسبب معاودة الآلام في وتر اخيل "وهي الإصابة التي كان يعاني منها قبل النهائيات وكادت تحرمه من المشاركة فيها" بحسب هيفتي. وأوضح أن "حالة اللاعب كما باقي زملائه لا تدعو إلى القلق". في المقابل، لن يكون المنتخب الغابوني لقمة سائغة أمام اسود الأطلس وهو يدخل المواجهة بمعنويات عالية بعد فوزه المستحق على النيجر فضلا عن كونه تفوق على المغرب في المباراتين الاخيرتين بينهما في التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا في انغولا وكأس العالم في جنوب إفريقيا 2010 (2-1 ذهابا في الدارالبيضاء و3-1 ايابا في ليبرفيل). وقال مدربه الألماني غيرنوت روهر: "قطعنا خطوة كبيرة بالفوز على النيجر في المباراة الأولى، لكن الخطوة الأصعب والاهم ستكون أمام المغرب وتونس، انهما منتخبان كبيران، بيد أن الفوز على النيجر منحنا ثقة اكبر". وأضاف "نسينا الفوز على النيجر ونركز حاليا على المغرب وستكون مواجهته حاسمة، لأنه يدرك جيدا انه في حال الخسارة سينتهي مشواره وبالتالي سيلعبون من اجل الفوز ما سيصعب مهمتنا أمامهم". التقى المنتخبان 10 مرات حتى الآن، وتميل الكفة إلى المغرب بستة انتصارات بينها اثنان في ليبرفيل، مقابل 4 انتصارات للغابون بينها اثنان أيضا في المغرب. --- تعليق الصورة: من تدريبات الفريق المغربي