يلتقي المنتخبان التونسي والغابوني الثلاثاء 31 يناير، في فرانسفيل في قمة ملتهبة على صدارة المجموعة الثالثة من نهائيات كأس الأمم الإفريقية الثامنة والعشرين المقامة حاليا في الغابون وغينيا الاستوائية حتى 12 فبراير المقبل، فيما يبحث المغرب عن إنقاذ ماء الوجه بمواجهة النيجر في ليبرفيل في مباراة هامشية. وضمن المنتخبان التونسي والغابوني تأهلهما إلى الدور ربع النهائي، الأول للمرة العاشرة في تاريخه والثانية للمرة الثانية, بفوزهما على المغرب والنيجر وبالتالي يحتلان الصدارة برصيد 6 نقاط مع أفضلية فارق الأهداف لأصحاب الأرض، وقمتهما غدا ستكون على المركز الأول للبقاء في الغابون حتى الدور نصف النهائي على اقل تقدير. وإذا كان المنتخب الغابوني تألق نسبيا في مباراتيه أمام النيجر (2- صفر) والمغرب (3-2)، فان المنتخب التونسي الساعي إلى اللقب الثاني في تاريخه بعد الأول قبل 8 أعوام على أرضه، عانى الأمرين وحقق فوزين صعبين وبنتيجة واحدة 2-1 ولم يظهر نجومه حتى الآن بالمستوى المعهود. واعترف مدرب تونس سامي الطرابلسي إن منتخب بلاده لم يكن في يومه خصوصا أمام النيجر، وقال "لم نكن في يومنا، لكن منتخبا مثل تونس حتى لو لم يكن في يومه فانه يعرف كيف يقود بالمباراة إلى بر الأمان"، مضيفا "إن المباراة لم تكن في مستوى تطلعاتنا. صحيح إننا فزنا ولكن هناك العديد من النقائص ويجب علينا تصحيحها إذا أردنا الذهاب بعيدا في البطولة". لكن الطرابلسي شدد على إن "منتخب بلاده يسير في الطريق الصحيح بعدما حقق العلامة الكاملة في المباراتين الأوليين. إنها بطولة، وإذا أردت تحقيق نتيجة ايجابية فلا يهم الأداء الفني أو الطريقة التي تحقق بها الفوز بل الأهم هو كسب النقاط الثلاث وتخطي الدور الأول". واستدل الطرابلسي بالمنتخبين السنغالي والمغربي اللذين كانا بين ابرز المرشحين الى جانب غانا وساحل العاج للفوز باللقب، وقال "انظروا الأداء الرائع الذي قدمه المنتخب السنغالي في مباراتيه امام زامبيا وغينيا الاستوائية لكنه خسر وودع مبكرا والأمر ذاته بالنسة إلى الجار المغرب. المعادلة هي انه إذا كنت تسعى إلى اللقب فالنتائج هي الأهم وليس الأداء". وتابع "لكن هذا لا يعني إننا لا نلعب بشكل جيد، بالعكس نحن نحاول أن نقدم أفضل العروض لكننا نضطر إلى تغيير خططنا بحسب ظروف المباراة. أمام المغرب والنيجر كانا سباقين إلى التهديف وأرغمنا على التراجع للدفاع عن تقدمنا، ولكن ليس تراجعا كليا وإلا لما كنا سجلنا الهدف الثاني". وأوضح الطرابلسي أن المباراة أمام الغابون "مهمة جدا بالنسبة إلى المنتخبين، فكلانا يرغب في مواصلة انتصاراته والبقاء في ليبرفيل ورفع المعنويات قبل المباريات الاقصائية في الدوار المقبلة مهمتنا ستكون صعبة لأننا نواجه منتخب البلد المضيف كما إنها المباراة الأولى لنا على ملعب فرانسفيل". وختم "عموما نحن مستعدون لمواجهة الغابون مهما كانت الظروف، نحن هنا من اجل إحراز اللقب ولن نخاف من أي منتخب نواجهه. نحترم الجميع، ولكن لا نهاب أي شىء". ويعول الطرابلسي الساعي إلى تكرار انجازه مع المنتخب في بطولة أمم إفريقيا للمحليين في السودان,، على العديد من اللاعبين الذي حققوا الانجاز القاري العام الماضي أبرزهم يوسف المساكني هداف نسور قرطاج حتى الآن وأسامة الدراجي وزهير الذوادي وخالد القربي ومجدي التراوي معززين بخبرة المخضرمين القائد كريم حقي وعادل الشاذلي الوحيدان بين التشكيلة الحالية كانا حاضرين في التتويج باللقب القاري الأول عام 2004. ويصب التاريخ في مصلحة تونس خلال مواجهاتها للغابون والتي بلغت 5 حتى الآن حيث فازت تونس مرتين، فيما انتهت 3 مباريات بينهما بالتعادل آخرها في النسخة الأخيرة في انغولا صفر- صفر. ويلتقي المنتخبان للمرة الثالثة في العرس القاري بعد الأولى في الدور ربع النهائي لعام 1996 حيث فازت تونس بركلات الترجيح 4-1 (الوقتان الأصلي والإضافي 1-1) في طريقها إلى المباراة النهائية التي خسرتها أمام جنوب إفريقيا المضيفة صفر-2. من جهته، قال مدرب الغابون الألماني غيرنوت روهر إن فريقه يهدف إلى إنهاء الدور الاول في صدارة المجموعة. اللاعبون في حالة جيدة بعد الفوز المثير على المغرب. بدنيا هم في القمة وقد اظهروا ذلك أمام المغاربة. بذلوا جهودا كبيرة للبحث عن التعادل ثم الفوز". وأضاف "نرغب في إنهاء الدور الأول في الصدارة لأننا نريد البقاء في الغابون واللعب في هذا الملعب الرائع (ليبرفيل). سنخوض مباراتنا الثالثة أمام تونس بجدية حتى نبقى في الصدارة. التعادل يكفينا ولكن لن نلعب من اجله". وأوضح "اعرف تونس جيدا لأنني عملت هناك ودربت النجم الساحلي، ستكون مباراة صعبة لان تونس فريق كبير ويضم لاعبين جيدين". وتعتبر مباراة الغد فرصة جيدة للغابونيين ومدربهم لرد الاعتبار أمام تونس التي كانت سببا في إخراج الغابون من العرس القاري في مناسبتين والى إقالة روهر من الإدارة الفنية للنجم الساحلي بعد 6 أشهر فقط (نوفمبر 2008- مايو 2009). وأوضح روهر انه قد يشرك قطب الدفاع مويس برو ايبانغا العائد من الإصابة، أساسيا في مباراة الغد، وقال "برو ايبانغا جاهز للعب الآن. افكر في إمكانية إشراكه اساسيا غدا. لدينا بعض اللاعبين المنهكين بدنيا والبعض الآخر يعاني من إصابات طفيفة، وبالتالي اعتقد إن الفرصة مواتية لمنحه مركزا أساسيا على الرغم من أهمية المباراة" مشيرا إلى أن المدافع هنري جونيور غير جاهز حتى الآن لعدم تعافيه من الإصابة. وكان ايبانغا اساسيا في تشكيلة الغابون ويشكل ثنائيا قويا في قطب دفاع الفهود إلى جانب برونو ايكويلي بيد ان إصابة خطيرة تعرض لها في الركبة أبعدته عن الملاعب لنحو 3 أشهر قبل أن يعود إلى الملاعب في يناير الحالي غير انه تعرض مجددا إلى الإصابة في عضلات المحالب بعدما خاض بعض المباريات الإعدادية. وأمن الواعد ريمي ايبانيغا المتوج باللقب القاري للمنتخبات الاولمبية في المغرب، غياب ايبانغا في المباراتين الأوليين أمام النيجر والمغرب. وفي تحصيل حاصل,، يسعى المنتخب المغربي إلى إنقاذ ماء وجه عندما يلاقي النيجر الضيفة الجديدة على العرس القاري. وخيب المغرب بطل 1976، الآمال التي كانت معقودة عليه وخرج من الباب الضيق بخسارتين مؤلمتين أسالتا وستسيلان الكثير من المداد ناحية الترسانة الهامة من اللاعبين المحترفين المتألقين في القارة العجوز ومدربهم البلجيكي اريك غيريتس الذي علت الأصوات مطالبة بإقالته. وهي المرة الأولى في المشاركات ال 14 لاسود الأطلس في العرس القاري، التي يفشلون فيها في تخطي الدور الأول في 3 نسخ متتالية,، علما بأنهم غابوا عن النسخة الأخيرة في انغولا، وبالتالي فان الإخفاق هذه المرة يعتبر ذريعا وقد يدفع ثمنه غيريتس. وقال غيريتس "للاسف المنتخب (الضعيف) (الغابون) خلق المفاجأة وبلغ الدور ربع النهائي، والمنتخب (المرشح للقب) (المغرب) خرج من الدور الأول"، مضيفا "لا يجب الاختفاء,، يتعين علينا مواجهة الحقيقة، إنها كرة القدم, نفوز جميعا ونخسر جميعا. أنا أتحمل المسؤولية. يجب أن نهضم هذه الخسارة ونتعلم العديد من الأمور التي ستفيدنا في المستقبل". وأعرب غيريتس عن أمله في إن يواصل مشواره مع المنتخب المغربي, وقال "بدأت عملا رائعا مع الفريق وأرغب في إنهائه. صحيح أننا منينا بفشل ذريع في نصف المشوار لكنني ارغب في مواصلة عملي. إذا طلب (الاتحاد المغربي) مني البقاء فسأبقى، وإذا كانوا غير راضين عن عملي سيقولون لي ذلك. عموما منذ 15 شهرا وأنا على رأس المنتخب ولم يقل لي أي احد بأنني كنت مدربا سيئا. لكن في كرة القدم، أنت اليوم ملك، وغدا لا شيء". يذكر أنها المرة الثامنة التي يخفق فيها المغرب في تخطي الدور الأول بعد أعوام 1972 و1978 و1992 و2000 و2002 و2006 و2008 و2012, علما بان أفضل نتائجه في العرس القاري إحرازه اللقب عام 1976 والوصافة عام 2004 والمركز الثالث عام 1980 والرابع عامي 1986 و1988، وربع النهائي عام 1998. بيد أن مهمة المغرب لن تكون سهلة أمام منتخب النيجر الذي تحسن أداؤه مقارنة مع مباراته الأولى أمام الغابون وكان قاب قوسين أو أدنى من الفوز على تونس في المباراة الثانية. وتسعى النيجر إلى استغلال المعنويات المهزوزة لاسود الأطلس وكسب أول نقاطها في أول مشاركة لها في العرس القاري بعدما سجلت هدفها الأول في البطولة أمام تونس. والتقى المنتخبان 5 مرات حتى الآن، وكان الفوز حليف المغرب 4 مرات مقابل خسارة واحدة.