قال سعد الدين العثماني رئيس الحكومة والأمين العام لحزب “العدالة والتنمية” إن نسبة الانتماء إلى الأحزاب السياسية محدودة جدا، رغم أن هناك وعيا سياسيا متناميا لدى الشباب. وأضاف العثماني خلال مشاركته في الندوة التي نظمتها شبيبة حزبه، مساء اليوم الجمعة، بالرباط، حول “العمل السياسي بين تعزيز الإصلاح ومخاطر التبخيس” أن المسؤولية مشتركة لجميع الأحزاب، من أجل الإصلاح ومحاربة الفساد وإقناع الشباب في العمل السياسي، علما أن عدد الشباب المسيسين أكثر من عدد المنتمين للأحزاب، وهذا ما رأيناه في الحركات الاحتجاجية.
وأشار أن هناك أمور تنفر من العمل السياسي من بينها غياب المبادئ الأخلاقية، وغياب “المعقول”، في حين أن السياسة هي التزام قبل كل شيء. وأوضح العثماني ان الديمقراطية الداخلية للأحزاب السياسية، شرط مهم في العمل السياسي النبيل والملتزم، وهي منظومة أساسها، الحرية، لأن العمل السياسي الحقيقي مبني على الاختلاف. وتابع كلامه قائلا:” يجب أن نحترم هيئاتنا الداخلية وتحالفاتنا حتى لو كانت هناك اختلافات، قد تظهر للسطح وانتقادات هنا أو هناك”. وأضاف العثماني “إن لم أسمع الراي والرأي الآخر في “البيجيدي” سأخاف، لأن الأحزاب لن تنجح إن لم تكن فيها حدود معقولة من حرية الاختلاف، وهذا الاختلاف لا يعني التهجم. وأكد العثماني أن هناك عقلية في المغرب تنظر إلى الاختلاف في الرأي دائما بسلبية، وهذا ما حصل مؤخرا عندما بدأ الحديث عن أزمة بين “البيجيدي” و “التقدم والاشتراكية”، وهذا ما حصل سابقا مع “العدالة والتنمية” حيث قيل عنه أنه سينشق، وهذا لن يحدث أبدا. وأكد العثماني وجود اختلافات مع “التقدم والاشتراكية” فهل يمكن إخفاؤها؟، مضيفا “الواقع لا يرتفع لكن الخلافات لا تمنع من أن نتعاون في الأمور التي نتفق فيها وهي كثيرة، لو كنا نتفق مئة في المائة لكنا حزبا واحدا، لكننا هيئتان سياسيتان مختلفتان”. وعاد العثماني للحديث عن الحرية، مشيرا أنها لا تعني الفوضى فينبغي أن تكون لها حدود، وهذه الحدود هي المسؤولية، لكن في نفس الوقت الانتقاد ينبغي أن لا يخفينا أو يفزعنا. وأشار العثماني أنه إلى جانب الحرية لا بد من الابداع، لأنه في العمل السياسي ” يجب أن نبدع ونبتكر ، مؤكدا أن بعض الأحزاب تنقل من “العدالة والتنمية” حتى بعض العناوين في غياب تام للإبداع. وشدد العثماني على أنه حكومته حريصة بشكل يومي على الوفاء بأقصى ما يمكن من الالتزامات، “فليس كل شيء وردي، لكن هناك الكثير من الأمور التي انتظرها المغرب طويلا تحققت والأوراش التي فتحت كبيرة وهيكلية”.