عزا سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، سبب نفور المغاربة، خاصة الشباب منهم، من الانخراط في العمل السياسي إلى "الانفصام بين القول والفعل لدى بعض السياسيين، وبين السياسة والأخلاق". وأوضح العثماني أن العمل السياسي لا يمكن أن يكون مغريا للمواطنين "إلا إذا كان مؤطرا بقواعد الأخلاق بمفهومها العام، وهي ما يسمّيه المغاربة بالمعقول"، مضيفا أن "الفعل السياسي ما خاصش تكون فيه تحْراميات وغيرها من السلوكات التي تُفقده الثقة لدى المواطنين". رئيس الحكومة لم يُخف، في مداخلته في ندوة حول "العمل السياسي بين تعزيز الإصلاح ومخاطر التبخيس"، نظمتها شبيبة حزب العدالة والتنمية بالرباط، وجود "منتفعين يستغلون العمل السياسي لتحقيق مصالحهم الخاصة" في الحقل السياسي المغربي، مشيرا إلى أنّ استرجاع الثقة في العمل السياسي رهين بتلازم القول بالفعل لدى الفاعلين السياسيين. وحث العثماني المغاربة على الانخراط في العمل السياسي، "لأن السياسة بدون مشاركة المواطنين تُفرغ من قيمتها"، مبرزا أنّ المغرب "فيه هامش واسع من الإصلاح، وهامش من محاربة الفساد"، قبل يستدرك قائلا إن هناك "صعوبات وعراقيل، وهذا موجود في أي مكان في العالم، ولكن بوجود الإصرار يمكن التغلب على هذه العراقيل". العثماني دعا الأحزاب السياسية إلى توطيد الديمقراطية الداخلية بها من أجل تشجيع الشباب على الانخراط في العمل السياسي، وقال: "يجب أن يحس الشباب بأن صوته يُسمع داخل الأحزاب، ويمكنه أن يصل إلى مناصب القرار". كما حث العثماني على فسح المجال أمام التعبير الحر داخل الأحزاب، معتبرا أنّ "وجود آراء مختلفة داخل الحزب الواحد مسألة صحية، ولا يجب أن ننظر إليها بأنها مسألة سلبية". وأضاف "لا بد من وجود حظ معقول من الرأي المخالف دون أن يعني ذلك التهجم والاتهام". وتعليقا على الأخبار الرائجة حول احتمال حدوث انشقاق في التحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب التقدم والاشتراكية، بسبب عدم حصول رفاق بنعبد الله على رئاسة لجنة مراقبة المالية العمومية بمجلس النواب، أكد العثماني أن لا خلافات بين الحزبين. وأضاف "لدينا اختلافات مع حزب التقدم والاشتراكية في بعض الأمور، لكن في المقابل نحن متفقون على أمور كثيرة، والأشياء التي نختلف فيها نصارح بعضنا حولها ولا يمكن إخفاؤها، وهذه مسألة طبيعية، فلو كنا متفقين على كل شيء لأنشأنا حزبا واحدا ونهنّيو راسنا". ودافع العثماني عن حصيلة حكومته قائلا: "عملنا تسمه المصداقية في السلوك والوفاء بالالتزامات، وقد حرصنا على توفير أقصى ما يمكن من الالتزامات، ما نقدرش نقول كلشي وردي، ولكن هناك أمور كثيرة كان المغاربة ينتظرون تحقيقها، فتحققت اليوم". من جهة ثانية، هاجم العثماني الأصوات الداعية إلى تغيير الفصل ال47 من الدستور، معتبرا هذا المسعى "مشكوكا في أمره". وتابع متسائلا: "هل انتهت جميع مشاكل المغرب لنشغل أنفسنا فقط بتعديل الفصل السابع والأربعين من الدستور بهدف منع حزب (يقصد العدالة والتنمية) من قيادة الحكومة إذا فاز بالانتخابات؟"، مضيفا "هذا يأْس".