أكد سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن أول سمة سلبية في كثير من الذين يمارسون السياسة في القديم والحديث، هي « الانفصام بين القول والفعل » أو « الانفصام بين السياسة والأخلاق »، مبينا أنه يقصد الأخلاق بمفهومها العام. وأكد العثماني، في كلمته خلال الندوة الوطنية لشبيبة العدالة والتنمية حول موضوع: العمل السياسي بين تعزيز الإصلاح ومخاطر التبخيس، نظمتها في إطار الحملة الوطنية ال15 لشبيبة العدالة والتنمية، مساء الجمعة 26 أبريل الجاري، بالرباط، (أكد) أن مثل هذه السمات، هي التي تُفقد الثقة في العمل السياسي، وتساهم في العزوف عنه، مبرزا أن إلتزام الأحزاب السياسية ب »المعقول » الذي يعني الاستقامة وعدم الفصل بين القول والعمل، سيعزز الثقة لدى المواطنين في العمل السياسي مما سيجعلهم يقبلون على الفعل السياسي والانتخابات. وأشار العثماني، إلى أنه من بين العوامل كذلك التي تجعل المواطنين يثقون في العمل السياسي، هو « الديمقراطية الداخلية لدى الأحزاب السياسية »، موضحا أن الشباب يريدون لصوتهم أن يسمع داخل الأحزاب وأن يكون لهم نفس الحقوق مع بقية الأعضاء، « وهذه المنظومة تلتزم حرية التعبير عن الرأي ». وشدد العثماني، حسب ما جاء في موقع « العدالة والتنمية » على ضرورة الإيمان بتعدد الأراء والنقاش بحرارة في العمل السياسي، قائلا « في اليوم الذي لا أسمع فيه رأيان داخل العدالة والتنمية سأخاف »، معتبرا أن المنهج السليم في العمل السياسي سواء داخل الحزب الواحد، أو بين الأحزاب السياسية هو التعاون على ما اتفقوا عليه وأن يعذر بعضهم البعض فيما اختلفوا فيه، معطيا مثالا ناجحا عن ذلك وهو الذي تجسده العلاقة بين العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية. وتابع العثماني، أنه لا يمكن أن نخبئ اختلافاتنا مع حزب التقدم والاشتراكية لأنها موجودة، ولكن نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه، ونواصل النضال على ما اتفقنا عليه اليوم وغدا، مضيفا أنه إذا لم تكن هناك اختلافات بين الحزبين إذن يجب أن يوحدا نفسيهما في إطار حزب واحد. الحرية المسؤولة هي التي نحتاج إليها في العمل السياسي، يؤكد العثماني، بالإضافة إلى المصداقية في السلوك والحرص على الوفاء بالالتزامات، مبرزا أن حكومته تحرص على الوفاء بأقصى ما يمكن من الالتزامات ولا يقول بأن « كلشي وردي »، ولكن العديد من الأمور التي انتظرها المغرب طويلا تحققت، وأضاف أن « الانتقاد لا يفزعنا ولكن يجب أن يكون في الحدود المعقولة يتفادى التجريح والافتراء ».