في الوقت الذي مازال فيه بنكيران منكبا على وضع هيكلة حكومته، وتوزيع حقائبها على حلفائه، يسقط الخبر كالصاعقة: الملك يستقبل فنانا تشكيليا مغمورا ويعينه رئيسا على مؤسسة للمتاحف. إنه خرق آخر للدستور للجديد، الذي يتحدث الجميع عن "إنزاله"، وكأن الأمر يتعلق بوحي ! فالفصل 49 من الدستور واضح وهو ينص صراحة على أن التعيين في الوظائف المدنية بما فيها المسؤولين عن المؤسسات العمومية يتم باقتراح من رئيس الحكومة أو بمبادرة من الوزير المعني، وداخل المجلس الوزاري الذي يرأسه الملك أو يفوض رئيس الحكومة لرآسته. لكن بيان الديوان الملكي لم يقل بأن الشخص الذي عينه الملك هو من اقتراح رئيس الحكومة أو من وزيره المقترح في وزارة الثقافة التي أصبح على فريق بنكيران إعادة النظر في هيكلتها وميزانيتها بناء على إحداث مؤسسة موازية لها تحت إشراف ملكي مباشر.. في لقائه الأخير مع الملك قال بنكيران إنه تردد أكثر من مرة في حكاية نكتة حامضة للملك، ونسي أن أكثر النكات حموضة هي سحب البساط من تحت قدميه تدريجيا من خلال التدخل في صلاحياته كرئيس للحكومة وذلك حتى قبل أن يشكل حكومته عملا بالمثل المغربي الدارج الذي يقول: "النهار الأول يموت المش" !