كشف وزير الصحة، أنس الدكالي، أن السل مازال يمثل تحديا حقيقيا للصحة العامة بالمغرب، حيث يتم تسجيل قرابة 30 ألف حالة إصابة جديدة وحالة انتكاسة كل سنة، بمتوسط 87 حالة لكل 10 آلاف مواطن، 60 في المائة منهم رجال. وأوضح الدكالي في كلمة ألقاها في اللقاء الوطني لإعداد مخطط العمل متعدد القطاعات للقضاء على داء السل في الفترة ما بين 2018و 2021، أن نسبة حصول الإصابات الجديدة لم تنخفض رغم كل المجهودات التي تبدلها كافة المنظمات الصحية العالمية حيث ترصد كل سنة 10 ملايين حالة إصابة جديدة، تسبب سنة 2017 في 1،6 مليون حالة وفاة.
وأشار الدكالي، أن الاستراتيجيات والبرامج الوطنية، مكنت من تحقيق نتائج ملموسة في مكافحة داء السل، حيث أخذ الداء منحى تراجعيا بين العامين 1990 و2015، بانخفاض نسبة الإصابة ب27 في المائة و59في المائة بالنسبة لحالات الوفاة بسبب السل، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة اكتشاف الداء من 75 إلى 85 في المائة، ما مكن من الإبقاء على معدل نجاح العلاج في أكثر من 86 في المائة وتخفيض نسبة الانقطاع عن العلاج إلى 7،9 في المائة، مشددا على أن نسبة انتشار السل المقاوم للأدوية لم تتجاوز 1 في المائة بالنسبة للنوع ذو المقاومة الأولية و11 في المائة للمقاومة الثانوية. وأكد الوزير، أن الوزارة والتي تضع داء السل كأولية استراتيجية، أعدت مخططا استراتيجيا وطنيا للفترة ما بين 2018 و2021، تأمل من خلاله خفض عدد الوفيات المرتبطة بالداء إلى 40 في المائة، عبر رفع العدد السنوي للحالات المكتشفة إلى 36 ألف و300 حالة؛ وزيادة معدل اكتشاف حالات السل المقاوم للأدوية إلى 75 في المائة؛ والكشف عن داء فقدان المناعة المكتسبة عند 95 في المائة من مرضى داء السل والحفاظ على نسبة100في المائة للمرضى الذين تم وضعهم تحت العلاج المصابين بثنائية العدوى لمرض السل وداء فقدان المناعة بحلول العام 2021 بالإضافة إلى تعزيز الحكامة وتطوير الشراكة مع مختلف القطاعات لاستهداف المحددات الاجتماعية. مضيفا في اللقاء المنظم تحت شعار:”القضاء على السل بالمغرب: من الالتزام الى التفعيل”، ان الوزارة عززت استراتيجيتها بإنشاء مصلحتين استشفائيتين وطنيتين للتكفل بالسل المقاوم للأدوية مع تنظيم 44 دورة تكوينية بين 2012 و 2017 شملت 974 مهنيا للصحة. وسطر الدكالي على عدد من التحديات التي ” تقف حجرة عثرة ” في طريق البرنامج الوطني لمحاربة داء السل، ومنها انخفاض نسبة الإصابة بداء السل، والتي لم تتجاوز معدلا سنويا قدر ب1 في المائة بين عامي 1990 و2018، ناهيك عن التعقيد الذي يطبع محددات المرض، التي تمثل على وجه الخصوص في الظروف السوسيو-اقتصادية. من جهتها كشفت ممثلة منظمة الصحة العالمية بالمغرب، بيكاديلي مريم ، أن ربع سكان العالم حاملون للداء ومهددون بالإصابة به، مشيرة إلى أن نسب الإصابة بدأت في الارتفاع من جديد في السنوات الأخيرة ما يستوجب تحركا من قبل كافة الحكومات والمنظمات الصحية العالمية. ودقت المسؤولة ناقوس الخطر، مشيرة إلى أن المرض يتسبب في وفاة سدس المرضى عبر العالم، بالإضافة إلى تهديده نشاط المجتمع، عبر ضربه أكثر الفئات العمرية نشاطا، حيث أن أكبر نسب الإصابة ترصد في الفئة العمرية ما بين 25 و46سنة. ويذكر أن الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السل 2018 /2021، المتماشية وأهداف الخطة الاستراتيجية لمكافحه السل والمبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية، تولي أهمية كبيرة لإشراك جميع المتدخلين الحكوميين وغير الحكوميين لمحاربة الداء، بهدف تخفيض نسبة الوفيات ب40 في المائة؛ ورفع معدلات العلاج الى 90 في المائة، عبر 41 تدخلا استراتيجيا و579نشاطا، وخصصت لها 513 مليون درهم.