رغم أنَّ المغرب تمكّن من تخفيض عدد حالات الإصابة بداء السُّل، بمعدل سنوي قدره 1.1 في المائة، بين 1990 و2015، حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإنَّ المجهودات التي يبذلها للقضاء على هذا الداء تظل دون التطلعات المنشودة. وزير الصحة، أنس الدكالي، الذي ترأَس اليوم الاثنين إطلاق الحملة الوطنية للكشف عن داء السل، والتي تستمرُّ إلى غاية 6 أبريل القادم، قال إنَّ عدم القضاء على داء السل راجع إلى أسباب سوسيو اقتصادية واجتماعية، وعلى رأسها الهشاشة الاجتماعية وسوء التغذية. وأوضح الدكالي أنَّ 67 في المائة من المغاربة المصابين بداء السلِّ يقطنون في الأحياء الهامشية، حيث توجد كثافة سكانية يعاني أفرادُها الفقر وسوء التغذية، ويقطنون في سكن غير لائق، مشدّدا على أنَّ محاربة داء السلّ تستدعي تضافر جهود جميع القطاعات الوزارية، والسلطات المحلية. وتُنظَّم الحملة الوطنية للكشف عن داء السُّل هذه السنة تحت شعار "جميعا من أجل مغرب بدون سُلّ"؛ وتندرج، وهي الخامسة من نوعها، ضمْن الإستراتيجية الوطنية للوقاية والتحكم في مرض السل، للفترة 2018-2021. وحسب معطيات منظمة الصحة العالمية فإنّ البرنامج الوطني لمحاربة السل الذي تشرف عليه وزارة الصحة مكّن من الكشف عن المزيد من الحالات والحفاظ على نسبة نجاح علاج تفوق 85 في المائة منذ عام 1995، وهو ما مكّن من تخفيض نسبة الإصابة ب27 في المائة، وتخفيض عدد الوفيات بداء السل بنسبة 59 في المائة منذ سنة 1990. أنس الدكالي قال إن وزارة الصحة تَعتبر محاربة السل من ضمن أولوياتها الأساسية، مشيرا في هذا الإطار إلى أنَّ الاعتمادات المالية التي تخصصها الوزارة للتشخيص والعلاج المجالي لفائدة مرضى السل ارتفعت بنسبة 68 في المائة خلال الفترة ما بين 2012 و2017. وأضاف الوزير أنَّ المغرب يتوفر، حاليا، على 62 مركزا متخصصا لعلاج وتشخيص داء السل والأمراض التنفسية، و80 مركزا صحيا مندمجا للتشخيص المفصلي، و15 مركزا لزراعة العينات، و38 جهازا رقميا للكشف بالأشعة السينية، و14 جهازا للتشخيص البيولوجي للسل المقاوم للأدوية، وخمس وحدات متنقلة مخصّصة للمناطق البعيدة عن المراكز المتوفرة. وزير الصحة قال إنَّ المغرب تمكن من تحقيق نتائج ملموسة في مجال محاربة السل، الذي يأتي على رأس الأنواع المنتشرة منه في المملكة السل الرئوي، مشيرا إلى أنَّ الإصابة بالسل في البلاد انخفضت بنسبة 30 في المائة، مع انخفاض نسبة الوفيات بنسبة 63 في المائة خلال الفترة بين 1990 و1916، حسب تقديرات منظمة الصحة العالمية. من جهتها قالت زبيدة بوعياد، رئيسة لجنة تنسيق الحملة الوطنية للكشف عن داء السل، إنَّ الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تؤكد أنّ المغرب حقق تقدما ملموسا في مجال محاربة داء السل، لكنّها شددت على أنَّ ثمّة حاجة إلى تكثيف الحملات التحسيسية، قائلة: "نريد ألا يصل المرضى إلى مراكز علاج داء السل، وهذا يتطلب نهج المقاربة الوقائية لمحاربة هذا الداء".