كشفت وزارة الصحة عن أرقام صادمة حول عدد المصابين بمرض السل في المغرب، إذ سجلت وجود 31.542 حالة إصابة بهذا المرض بجميع أشكاله العام الماضي، وهو ما يوافق نسبة حدوث تقدر ب91 حالة ما بين كل 100 ألف نسمة. وينتشر المرض بشكل كبير في أوساط الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 15 و45 سنة، وتصل نسبتهم إلى 63 بالمئة وأغلبهم من الذكور. وسجلت 87 بالمئة من حالات الإصابة في ستة جهات، تضم ما معدله 78 بالمئة من سكان البلاد، تأتي جهة الدارالبيضاء في الصدارة بنسبة 25.9 بالمئة، بينما سجلت أدنى نسبة في جهة الداخلة واد الذهب بنسبة 0.2 بالمئة. وقالت وزارة الصحة إن السل يتركز بشكل خاص في المناطق عالية الكثافة السكانية والمناطق شبه الحضرية بالمدن الكبرى، حيث الهشاشة وتأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية أكثر حدة. وأضافت أن البرنامج الوطني لمحاربة داء السل ساهم في الرفع من نسبة الكشف عن حالات السل من 75 بالمئة إلى 83 بالمئة، مما سمح بتشخيص ومعالجة عدد أكبر من حالات السل. وأكدت الوزارة أنها تولي الموضوع أهمية كبرى عن طريق زيادة الميزانية السنوية للبرنامج الوطني لمحاربة السل من 30 مليون درهم في عام 2012 إلى 60 مليون درهم في عام 2016، فضلا عن دعم مالي من الصندوق العالمي لمكافحة السيدا والسل والملاريا يصل إلى 85 مليون درهم خلال الفترة بين 2012 و2017. وأوضحت أن هذا الدعم مكن من تعزيز العرض الصحي الخاص بالفحص والتشخيص، المتمثل في تطوير وإعادة هيكلة مراكز تشخيص السل وأمراض الجهاز التنفسي وتجهيزها بأجهزة الأشعة الرقمية والمعدات المخبرية المعتمدة على تقنيات الحمض النووي. وتابعت الوزارة إنه على الرغم من انخفاض نسبة الإصابة بالداء سنويا منذ سنة 1990، يبقى الانخفاض بطيئا ودون الطموحات المرجوة، في ظل محددات المرض المتعددة والمتصلة أساسا بالظروف الاجتماعية والاقتصادية. وفي هذا السياق، كشفت الوزارة إنه يجري وضع اللمسات الأخيرة على الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة السل 2017-2021 التي تتطابق مع المبادرة العالمية لمنظمة الصحة العالمية "استراتيجية إنهاء السل 2016- 2035" والتي تهدف إلى خفض عدد الوفيات الناجمة عن السل بنسبة 40 بالمئة في أفق 2021 مع عام 2015، زيادة العدد السنوي من الحالات المكتشفة بحلول عام 2021 وتحقيق نسبة العلاج لا تقل عن 90 بالمئة بحلول عام 2018. وأطلقت وزارة الصحة بالتزامن مع تخليد اليوم العالمي حملة وطنية للكشف عن داء السل، وذلك بتعاون مع العصبة المغربية لمحاربة داء السل، وجمعية الإنقاذ من السل والأمراض التنفسية. وتمتد هذه الحملة من 27 مارس إلى 28 أبريل 2017.