دعا الوكيل العام للملك رئيس النيابة العامة، محمد عبد النباوي، إلى الاهتمام بقضايا “أطفال الشوارع”، وتفعيل المقتضيات القانونية التي يتيحها القانون. وذكر بلاغ للنيابة العامة، اليوم الثلاثاء، أن عبد النباوي أكد، في دورية موجهة إلى المحامي العام الأول والمحامين العامين لدى محكمة النقض، والوكلاء العامين للملك لدى محاكم الاستئناف، ووكلاء الملك لدى المحاكم الابتدائية، وقضاة النيابة العامة بجميع محاكم المملكة، على تفعيل المقتضيات المتعلقة بالأطفال في وضعية صعبة، والأطفال المتخلى عنهم، من أجل القضاء على هذه الظاهرة، وتوفير ملاذات آمنة لهؤلاء الأطفال، سواء داخل أسرهم أو عن طريق تطبيق تدابير الحماية أو التهذيب أو تدابير الحراسة المؤقتة المنصوص عليها في المادتين 471 و481 من قانون المسطرة الجنائية.
وشدد، في هذه الدورية التي جاءت على إثر إعطاء الانطلاقة الرسمية للحملة الإفريقية “من أجل مدن بدون أطفال في وضعية الشارع” في 24 نونبر الماضي، على ضرورة الحرص على تحري المصلحة الفضلى للطفل عند معالجة الوضعيات المعروضة عليهم، مع مراعاة خصوصية كل حالة على حدة. والأخذ بعين الاعتبار رأي الطفل المعني بالأمر عند الاقتضاء من أجل تقييم احتياجاته واختيار الحلول المناسبة له. وبعد أن أشار إلى أن هذه الدورية تندرج في إطار بدء تنزيل هذه المبادرة عبر المشروع النموذجي “الرباط مدينة بدون أطفال في وضعية الشارع”، في أفق تعميمها على باقي مدن المملكة، دعا أيضا إلى الاستعانة بالمساعدين الاجتماعيين وبضباط الشرطة القضائية المكلفين بالأحداث، لإجراء أبحاث اجتماعية تساعدهم على تحديد الوضعية القانونية الأنسب لهؤلاء الأطفال، وتسخير دورهم عند الاقتضاء لرأب الصدع ولإعادة بناء الروابط الأسرية ما أمكن. وأهاب بالمسؤولين القضائيين توجيه نوابهم، وكذا ضباط الشرطة القضائية المكلفين بقضايا الأحداث بدائرة نفوذهم، للتعامل مع هذه الفئة من الأطفال بما يلزم من العناية والرعاية، والحرص على تثبيت هوية هؤلاء الأطفال من خلال تفعيل صلاحياتهم في إطار التسجيل بسجلات الحالة المدنية، فضلا عن تفعيل الصلاحيات القانونية المخولة لهم في تشخيص الوضعية الصعبة للأطفال وتقديم الملتمسات الأكثر ملاءمة لمصلحتهم الفضلى. وأوصى اعبد النباوي المسؤولين القضائيين بتفعيل صلاحياتهم بتقديم ملتمسات من أجل التصريح بإهمال الطفل عندما تقتضي وضعيته ومصلحته ذلك، وتفعيل دور قضاة النيابة العامة كمنسقين لخلايا التكفل بالنساء والأطفال بالمحاكم وكذا للجان المحلية والجهوية، والعمل على تعبئة كل أعضائها وتحسيسهم بأهمية هذا الموضوع وجعله ضمن أولويات خطط عمل اللجان المذكورة، وتقصي الإمكانيات المتاحة بدائرة نفوذهم من أجل الاستجابة لحاجيات هذه الفئة من الأطفال. وأكد على ضرورة الحرص على تتبع أوضاع الأطفال الذين يتم إيداعهم لدى أسر، أو بمؤسسات الرعاية الاجتماعية المختلفة، بتنسيق مع قضاة الأحداث والهيآت القضائية المختصة، والحرص على تفعيل هذه المقتضيات بالنسبة لجميع الأطفال سواء كانوا مواطنين أو أجانب متواجدين في التراب المغربي. ومن جهة أخرى، دعا عبد النباوي النيابات العامة بمحاكم الرباط إلى المساهمة الإيجابية والفعالة في البرنامج الوطني الخاص بجعل عاصمة المملكة، مدينة خالية من أطفال الشوارع، وموافاته، كل ثلاثة أشهر، بإحصائيات لحالات الأطفال في وضعية صعبة عموما، والأطفال في وضعية الشارع بشكل خاص والإجراءات المتخذة في كل حالة وفق الجدول المحدد، مشيرا إلى أن مدينة الرباط اختيرت كأول محطة لبرنامج “مدن خالية من أطفال الشوارع”. وأهاب المسؤول القضائي بالمعنيين بهذه الدورية السهر على تنفيذ مقتضياتها وموافاته عاجلا بما اتخذوه من إجراءات وما قد يعترضهم في ذلك من صعوبات. وخلص إلى أنه اعتبارا لما يوفره قانون المسطرة الجنائية من حماية الأطفال سواء كانوا في نزاع مع القانون، أو ضحايا أو في وضعيات صعبة، فإن النيابات العامة بالمملكة مدعوة للمساهمة إلى جانب باقي مؤسسات الدولة والمجتمع المدني في توفير هذه الحماية وفقا لما يحدده القانون.