تدخلت السلطات المغربية لدى نظيرتها السعودية وطلبت منها ترحيل الدبلوماسي المغربي السابق علاء الدين بنهادي، بسبب مقالاته المنتقدة للنظام المغربي التي كان ينشرها على عدة مواقع الكترونية من بينهم موقع "لكم. كوم". وجاء في رسالة وداع بعث بها الكاتب المغربي المقيم في السعودية إلى الموقع أنه وبطلب من جهات عليا من المغرب، أمرته جهات عليا من السعودية يوم 14 نوفمبر بأن يتوقف عن كل نشاط سياسي أو إعلامي انطلاقا من أراضيها، خاصة إذا كان فيه انتقاد ليساسات الحكومة المغربية. وحذرته في حالة عدم التجاوب بالتوقيف والترحيل. لذلك يقول بنهادي، فإنه قرر التوقف عن الكاتبة، لكنه كما قال في رسالة وداعه للقراء والتي ينشرها الموقع كاملة فإنه إذا توقف القلم عن الكتابة فإن قلبه لن يتوقف عن النبض، "لأن القلب متصل بنبض الوطن ونبض الشارع المغربي وإرادة المواطن في كل مكان، داخل الوطن وفي المهجر". وفيما يلي رسالة وداع بنهادي لقرائه: لا أقول وداعا، ولكن... بطلب من جهات مغربية عليا، أمرتني جهات عليا بالمملكة العربية السعودية الشقيقة يوم 14 نونبر 2011، بأن أتوقف عن أي نشاط سياسي وإعلامي انطلاقا من أراضي المملكة، ينتقد سياسات الحكومة المغربية، لكون ذلك يتعارض مع الأنظمة المتبعة في المملكة، وأنه إذا لم ألتزم بتعهدي سأعرض نفسي وأسرتي إلى التوقيف والإبعاد من أراضي المملكة العربية السعودية الشقيقة. واحتراما لعهد قطعته على نفسي، ووعد الحر دين عليه، وحفاظا على استقرار عائلتي، ولأنني آثرت اليوم أن أبقى، في هذه المرحلة الدقيقة والعصيبة، بجوار بيت الله الحرام والمسجد النبوي الشريف بهذا البلد الأمين حتى يأذن لي ربي ويقضي أمرا كان مفعولا، فإنني سأتوقف عن نشاطي السياسي وكتاباتي. سيتوقف قلمي عن الكتابة ولكن لن يتوقف قلبي عن النبض، ذلك لأن القلب متصل بنبض الوطن ونبض الشارع المغربي وإرادة المواطن في كل مكان، داخل الوطن وفي المهجر. وإذا أبعدتنا الأحوال والأقدار عن هذا الوطن الغالي، لحكمة يعلمها الله سبحانه، فإننا نحمله بين دفتي القلب وفي سويداء العين يسكننا قريرا هنيئا. إنني لم أختر المقام في هذه الأرض المباركة بملء إرادتي، أرض الحرمين الشريفين، أرض الوحي الطاهر والرسالة الخاتمة، وإنما اختارتني الأقدار وجلبتني رحمة الله لأعيش بجوار بيته العتيق وجوار رسولنا العظيم صلى الله عليه وسلم، وهي وَيمَ الله نِعم الجِوار ونِعم الأُنس. أعزائي وأحبائي القراء، مغاربة ومن الوطن العربي الشقيق، يعز علي انقطاع رسائلكم الطيبة، التي كنت أتوصل بها يوميا من كل أنحاء المعمور، وتعليقاتكم الكريمة على صفحات مواقع "هسبريس" و"لكم" و"شباب المهجر" الموقرة وكل المواقع الإعلامية الإلكترونية والاجتماعية التي تتابع وتنشر مشكورة مقالاتي، ولكن عزائي الوحيد أنني ربحت في هذه التجربة الفريدة وهذه اللحظة التاريخية المفصلية من تاريخ أمتنا العربية والإسلامية، أصدقاء ومعارف وعلاقات اجتماعية واسعة أفتخر وأتشرف بها. لكم مني جميعا سلام من الله وبركاته، من وافقني في كثير مما كتبت وطرحت ومن خالفني في ذلك، ويسعدني أن أهيدكم في ختام هذه الكلمة واحدة من أجمل ما قرأت هذا الأسبوع لابن الجوزي رحمه الله: "النعيم لا يُدرك بالنعيم، ومن آثر الراحة فاتته الراحة، بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون اللذة والفرحة، فلا فرحة لمن لا هم له، ولا لذة لمن لا صبر له، ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، صبرُ ساعة خير من عذابِ الأبد، وإذا تعب العبد قليلا استراح طويلا". أحبتي وأصدقائي القراء الكرام في كل مكان، دمتم في رعاية الله وحفظه وأسعد الله حياتكم وأهاليكم، لا أقول لكم وداعا، وإنما إلى لقاء مبارك إن شاء الله. علاء الدين بنهادي دبلوماسي سابق هذا البريد محمى من المتطفلين. تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته.