الرشيدية/ 16 ماي 2015/ومع/ يرصد كتاب "الديمقراطية التشاركية بين الإطار النظري والممارسة الواقعية" لمؤلفه الفاعل الجمعوي محمد بنشريف أهمية الديمقراطية التشاركية من حيث كونها آلية فعالة في بلورة مقاربة تشاركية في تدبير الشأن العام والمحلي ورافعة أساسية لكسب رهان التنمية، ومدخلا لتحقيق التكامل والالتقائية بين مختلف الفاعلين. ويتناول هذا المؤلف الجديد، الذي صدر حديثا في الرشيدية في 164 صفحة من الحجم المتوسط، موضوع الديموقراطية التشاركية من خلال سبعة فصول. يستعرض الاول الأسس النظرية للديمقراطية التشاركية خاصة عند عالم الاجتماع الشهير انتوني غيدنز، أما الفصل الثاني فيتطرق الى تحديدات مفاهيمية كأدوات وآليات تحليلية إجرائية لأي بحث من خلال مفاهيم الديمقراطية التشاركية والجمعية والتنمية المحلية والجماعة المحلية، في حين تناول الفصل الثالث الديمقراطية التشاركية من خلال السياق الوطني والسياق المحلي، مع استحضار تجارب دولية ووطنية في هذا الباب. وتطرق الفصل الرابع للكتاب للديمقراطية التشاركية في القوانين المغربية، بينما انكب الفصل الخامس على تحليل الإطار المنهجي للبحث، في حين ان الفصل السادس يتطرق الى الديمقراطية التشاركية في الممارسة الواقعية من خلال حالة بلدية بوذنيب، واختص الفصل السابع بالتأطير النظري لموضوع الديمقراطية التشاركية. ويهدف هذا الاصدار، حسب الفاعل الجمعوي، الى التعرف على مفهوم الديمقراطية التشاركية والسياق العام لظهورها وآليات إعمالها من خلال الميثاق الجماعي ودستور 2011 والبرنامج الحكومي والكشف عن مكانة الفاعل الجمعوي والجماعاتي في الديمقراطية التشاركية من خلال القوانين المغربية والبرامج المؤسسة لها والوقوف عند بعض التجارب الوطنية والدولية المؤسسة للديمقراطية التشاركية، باعتبار "التجارب التاريخية والمقارنة الحصيفة هي معمل علم الاجتماع، فوقائع التاريخ الاجتماعي وتجارب المجتمعات الأخرى متاحة لدارس المجتمع يدرسها ويحللها". كما يروم المؤلف مساءلة حدود مساهمة الديمقراطية التشاركية في التنمية، لكونها مدخلا أساسيا لتحقيق هذه الأخيرة، وتفعيلا لتكامل الأدوار والتفاعل بين الفاعلين الاجتماعيين، واعتبارا لكون التنمية فعلا تشاركيا بامتياز ورصد دور الفاعل الاجتماعي في تفعيل الديمقراطية التشاركية والكشف عن العوائق والصعوبات التي تواجه الفاعل الجمعوي والجماعاتي في تطبيق الديمقراطية التشاركية. وخلص المؤلف الى ان تناول هذا الموضوع بالدراسة والتحليل "فتحنا على إمكانات وتساؤلات لا متناهية، استطعنا من خلالها الكشف عن أهم الأعطاب والمشاكل التي لازالت تعتري الديمقراطية التشاركية في التجربة المغربية عموما".