نظمت جمعية الواحة للثقافة والتربية والتنمية الاجتماعية مؤخرا ملتقى بوذنيب للإبداع في نسخته الثانية وذلك تحت شعار "من أجل ثقافة بانية تفجر الإبداع". وفي كلمة بالمناسبة، أكد رئيس الجمعية السيد محمد بنشريف أن هذا الموعد السنوي يشكل فرصة للاحتفاء بالإبداع الأدبي والفكري المحلي من خلال برمجة مجموعة من الفقرات التي تهم بالخصوص توقيع كتاب "ضالة المفتون بالشعر الملحون" للأستاذ الباحث زايد وهنا، والأعمال الروائية للشاب حسني الشدلي، وديوان الشاعر محمد شاكر. كما تشكل هذه التظاهرة الثقافية، التي تنظم بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب- فرع الرشيدية وجمعية حفظ الذاكرة بقصر بوذنيب، مناسبة لفتح المجال أمام روح إبداع المرأة المحلية بالرغم من ضعف الإمكانيات وذلك بتنظيم معرض للمنتجات النسوية ومجالا أيضا لإظهار قمة إبداع الإنسان في القصور وحسن استغلاله للمجال الطبيعي والجغرافي للاستجابة لمتطلبات الحياة، كما يعكس بساطة هذا الإنسان التي كانت في كثير من الأحيان منطلقا لتحقيق السعادة عبر إدراج معرض للتحف الفنية التاريخية للإنسان الواحي. وأضاف أن الجمعية تروم بذلك أن تستوحي التاريخ للكشف عن الدور الذي اضطلعت به منطقة بوذنيب عبر المراحل التاريخية اقتصاديا وإداريا وعسكريا، باعتبار أن استحضار هذا التاريخ يعد جسرا لتحفيز الشباب والفاعلين الاجتماعيين على الإبداع في شتى المجالات، وهذا من خلال معرض للصور التاريخية لبوذنيب يضم أزيد من 75 صورة تاريخية، مشيرا إلى أن هذه التظاهرة ستحتفي أيضا بالثقافة الشعبية من خلال لوحات فولكلورية لفرق محلية شابة ، لكونها تحمل رموزا ثقافية تعكس إبداع الإنسان الواحي للتعبير عن مشاعره في حالة الفرح والحزن ورؤيته عامة للكون والمجتمع . وأكد الفاعل الجمعوي أن الغاية الأسمى من هذا اللقاء الثقافي هي الاحتفاء بالمواهب الإبداعية المحلية والأدباء والفنانين الشعبيين المحليين والارتقاء بالفعل الثقافي عموما والمحلي خصوصا وتثمين الموروث والثقافة الشعبية المحلية ورد الاعتبار للمنتجات المحلية وتثمينها وتشجيع السياحة التراثية بالمنطقة وإحياء الثقافة الشعبية والمجالس الأدبية. وأشار السيد بنشريف إلى أنه إذا كانت التنمية ترتكز على مقاربة تشاركية، فإن كسب الرهان التنموي يتعين أن يتأسس على الثقافة المحلية والشعبية باعتبارها نظاما تراثيا من المعاني والرموز، كما أن المدخل الثقافي يعد شرطا أساسيا لكسب رهان التنمية، على اعتبار أنه يشكل قناة أساسية لفهم وتفسير الرموز الثقافية لأي مجتمع، وأي تجاوز لهذا الفهم سيضع الفاعلين على هامش التنمية ويجعلها مفصولة عن المجتمع وتطلعاته وحاجياته.