بوذنيب/ 6 ماي 2013 / و م ع / بتنظيم ملتقاها الابداعي الأول تحت شعار " "الإبداع...أساس الارتقاء " تكون جمعية الواحة للثقافة والتربية والتنمية الاجتماعية ببوذنيب قد راهنت على ترسيخ صورتها كإحدى الجمعيات التي تتميز بحركية دائمة ومنفتحة على محيطها تسعى لتوظيف الثقافة كأداة لخدمة العمل التنموي المحلي. ويرى المنظمون أن تأسيس هذا الملتقى وجعله موعدا سنويا، ليس مجرد برنامج ثقافي عابر بل حدثا بإمكانه خلق حركية ثقافية وفنية بالمدينة لتصبح أكثر جمالية وجاذبية وقاطرة للتنمية. ويطمح ملتقى بوذنيب للإبداع إلى ترسيخ وإنعاش ثقافة ترتكز على التبادل والعطاء والمساهمة في رفد الساحة الثقافية المحلية بالعديد من الأسماء المبدعة في مختلف مجالات الشعر والرواية وغيرهما من الفنون الأدبية. وفي هذا الاطار، أكد رئيس الجمعية السيد محمد بنشريف ، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لهذا الملتقى، أمس الاحد، أن تخصيص موضوع الدورة لقضية الابداع الادبي ينسجم وسعي الجمعية الى الانفتاح على محيطها من جهة ومواكبة دينامية البعث والاحياء التي انخرط فيها العديد من الفاعلين بالإقليم بغية رد الاعتبار لهذه المدينة العريقة. وأبرز السيد بنشريف، أن رسالة الملتقى تتمثل أساسا في التأكيد على دور الجانب الفني والابداعي كرافد أساس لأي فعل تنموي وخاصة إذا تعلق الامر بمدينة بوذنيب ، التي تزخر بمقومات ومؤهلات حضارية وتاريخية وابداعية وجمالية، مضيفا أن هذه التظاهرة ترو م رد الاعتبار للتراث والابداع المحلي، وتثمين الموروث الثقافي والانتاج الفكري لمثقفي المنطقة التي تحبل بالعديد من الطاقات الابداعية في مختلف المجالات. وأكد الفاعل الجمعوي، في هذا الاطار، أن أي فعل تنموي لا يمكن أن يكتب له النجاح من دون ايلاء الاهتمام والعناية اللازمة بالجانب الثقافي، و ذلك عبر استضافة فنانين ومبدعين ومفكرين يقدمون مجموعة من إبداعاتهم وباكورة أعمالهم الادبي، مشددا على أن هذا الملتقى، ورغم غياب الدعم اللازم، يسعى إلى أن يتحول إلى محطة ثقافية من خلال الانفتاح على فضاءات أخرى لها نفس الاهتمام، وعرض التجارب الابداعية المحلية والاقليمية. من جانبه، أكد مدير الملتقى السيد مصطفى لفضيلي أن هذه التظاهرة المنظمة بشراكة مع اتحاد كتاب المغرب- فرع الرشيدية وجمعية حفظ الذاكرة قصر بوذنيب، تروم بالأساس رد الاعتبار للشأن الثقافي المحلي وجعله قاطرة للتنمية المحلية ، فضلا عن تتويج مساهمات الجمعية خلال السنوات السابقة في الاهتمام بالشعر والقصة ، والاحتفاء بالمبدعين الشباب، وتكريم أدباء وشعراء أسدوا للثقافة المحلية والوطنية الكثير من العطاء الأدبي. كما أن هذا اللقاء الثقافي يهدف الارتقاء بالثقافة المحلية والمساهمة في تنمية الحس الجمالي والذوق الرفيع، و تشجيع المواهب الشابة على الإبداع الأدبي وإحياء ثقافة المجالس الأدبية. من جهته، اعتبر رئيس فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية السيد سعيد كريمي أن هذه المبادرة تأتي تتويجا لسمار طويل قطعته جمعية الواحة في اطار اهتمامها بالفعل الثقافي الجاد والهادف من أجل إشراك كل الفاعلين والمهتمين بالشأن الثقافي لبلورة مشروع خصب تتلاقح فيه كل الآراء والأفكار الخلاقة لفسح المجال أمام مختلف الطاقات بتنوع مشاربها لإبراز قدراتها وكفاءتها بغية الإسهام الفعلي لتحقيق آمال الحاضر وتطلعات المستقبل. وأبرز السيد كريمي ، في هذا الاطار ، الدور الهام الذي يمكن أن تضطلع به جمعيات المجتمع المدني في تمتين جسور التواصل بينها وبين ومحيطها وإعادة الاعتبار للفعل الثقافي المحلي بصفته منارة للإشعاع الفكري، مشيرا إلى أن العمل الثقافي أضحى يشكل مدخلا أساسيا للإسهام في إيجاد حلول والأجوبة المناسبة لما يطرح حول الهوية الثقافية والجانب الإبداعي والفكري والفني. وقال إن مثل هذه اللقاءات الادبية تعمل لا محالة على إنعاش الحركة الثقافية المحلية وتشجيع الطاقات الإبداعية وخلق مناسبات للتعبير الجمالي مع دعم للمحاولات الجادة سعيا إلى تمكينها من الانفتاح على التجارب والاحتكاك بها خدمة للأهداف النبيلة. وتميزت الجلسة الصباحية من هذا الملتقى، الذي عرف تقديم اصدارات ودواوين شعرية لشعراء مشاركين، تكريم وجهين من أبرز الوجوه الروائية والشعرية على الساحة الثقافية بالإقليم، ويتعلق الامر بالكاتب والروائي موحى صواك ، أستاذ للغة الفرنسية ، الذي ألف العديد من الروايات والمجموعات القصصية والدواوين الشعرية باللغة الفرنسية من بينها "سنة الكلبة" و"إبليس " و"سنوات أو" و"آمال للعيش " و"الرحيل الكبير" و"اللاعبون" و"زوجة الجندي"، والشاعر عبد الكريم الشياحني. وأجمعت كلمات في حق المحتفى بهما أن هذا التكريم هو وقفة عرفان وتقدير لإحدى المبدعين المتميزين على الساحة الثقافية المحلية التي أثرت بأعمالها في المشهد الثقافي والفكري المحلي. وتميزت الجلسة المسائية باستحواذ الإيقاعات النابعة من القراءات الشعرية لعدد من شعراء المدينة على وجدان عشاق الكلمة الموسيقية. فقد تناوب على المنصة الشعراء محمد شاكر ورزوق محمد العربي وبرطويس عبد القادر وعايي لحسن فأنشدوا قصائدهم بلغات وتنويعات ومرجعيات مختلفة شدت الأسماع. وبلغ الحفل الشعري أوجه بترنيمات مصطفى عبد السميع العلوي التي تقدم البرهان على العلاقة الوطيدة بين الشعر الحديث والملحون، إذ لم يتمكن الشاعر من التحرر من أسر الريبرتوار اللسني والوجودي الذي يسكنه. وتضمن برنامج الملتقى، الذي عرف حضور السلطات المحلية وفعاليات جمعوية من مختلف المشارب وشعراء ونقاد وجامعيين، تنظيم مسابقة شعرية وقصصية وتوزيع الجوائز والهدايا على المشاركين فضلا عن وصلات موسيقية في فن الملحون.