تحيي جمعية "سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي"، نهاية الأسبوع الجاري، أمسية فنية متنوعة تتخللها قصائد من فن الملحون، احتفاء باليوم العالمي للمرأة، الذي يصادف 8 مارس من كل سنة. وسينشط الحفل الفني، المنظم تحت شعار "الإبداع النسوي في مواكبة التحديات الحضارية"، عدد من المنشدين يمثلون مختلف مناطق المغرب. ويتضمن برنامج الملتقى الفني أمسية تكريمية لثلاث مبدعات في التراث والإبداع القصصي والزجل، وقراءات شعرية وفقرات موسيقية وسهرة فنية، تحييها٬ فضلا عن الجمعية المذكورة٬ كل من جمعية الحسين التلالي لفن الملحون بمكناس، وجمعية هواة الملحون الرودانية، ومجموعة الحبايب للإنشاد والمديح، وفاطمة حداد من القنيطرة. وسيكون عشاق فن الملحون على موعد مع الطرب الأصيل بإطلالة جديدة في شكلها ومضمونها وتنظيمها، نادرا ما يجتمع حولها عدد من العازفين والمنشدين من مدن تراثية مختلفة، ينتمون إلى مدارس ملحونية متباينة بمرجعيتها الخصوصية، بالإضافة إلى قصائد في تجربة الملحون، سيؤديها رواد هذا الفن، لإبراز روعة وغنى الملحون، ومساهمتهم في الحفاظ على استمرارية هذا المكون الغني للتراث الثقافي الوطني. وأبرز المنظمون أن هذا الملتقى الفني يتطلع إلى الاحتفال بالإبداع النسوي، من خلال تنظيم لقاء تواصلي لتسليط الضوء على مساهمة المرأة المغربية في التواصل التنموي والحضاري، بتقديم مجموعة من الأعمال في مجالات التراث والإبداع القصصي والزجل، إضافة إلى وصلات فنية رفيعة الجودة تستجيب لذوق الجمهور٬ وتمكنه من اكتشاف جمالية هذا الفن، وتوفير إطار علمي يلتقي خلاله المهتمون بهذا اللون الفني دراسة وتوثيقا، وإظهار ما تزخر به مدينة مراكش من تراث٬ والإسهام في الرقي بالحس الجمالي لدى السكان والمحبين. وقال خالد ولد الرامي، رئيس جمعية سبعة رجال، إن الجمعية قررت تنظيم ملتقى فني للاحتفال بالمبدعات، تثمينا للدور الريادي للمرأة في تنمية المجتمع، تزامنا مع الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. وأضاف ولد الرامي، في تصريح ل "المغربية"، أن "الجمعية تتوخى من تنظيم هذا الملتقى الفني تسليط الضوء على هذا اللون الإبداعي، الذي يعد إلى جانب ألوان فنية وتراثية أخرى، رافدا من روافد الحضارة المغربية، وتوسيع دائرة الاهتمام به كموروث مغربي بامتياز، له خصوصياته المتجلية في طريقة الإنشاد، ووقع تأثيره في المتلقي، علاوة على أنه ديوان للمغاربة يجب نشره ورعايته والاعتراف به من طرف المؤسسات التربوية التعليمية ونقله من الرواية الشفهية إلى التدوين الرسمي. وأوضح رئيس جمعية سبعة رجال لفن الملحون والتراث المغربي، أن فن الملحون يعد نموذجا مغربيا بامتياز تلتقي فيه عناصر عدة متشعبة من الأدب والفنون الشعبية المغربية، وتختلط فيه موسيقيات الإيقاعات الأندلسية والألحان الشعبية، كما يعد أكثر أشكال نظم الشعر بالدارجة المغربية.