نظمت وزارة الثقافة وعمالة إقليمالرشيدية بتعاون مع المجالس البلدية للرشيدية، أرفود والريصاني مؤخرا، الدورة السابعة عشرة لملتقى سجلماسة لفن الملحون -دورة المرحوم الحسين التولالي-. يعتبر ملتقى سجلماسة لفن الملحون، الذي دأبت وزارة الثقافة و عمالة إقليمالرشيدية على تنظيمه سنويا مناسبة للتعريف بالموروث التراثي والثقافي الذي يجسده هذا الفن، والذي يختزل مقومات الثقافة المغربية ومظاهر حياتها الأصيلة عبر توظيف آليات عدة للغة الشعرية في تناغم مبدع مع الآلات الموسيقية والمقامات وأصوات المنشدين، مع توظيف ألوان الحكي والحوار والوصف والتشخيص والإبحار في الخيال المبدع للصور التشبيهية والإيحائية. جرى تنظيم دورة المرحوم الحسين التولالي، اعتبارا لكون هذا العلم يعتبر معلمة متجددة، بمعنى أنه ينتمي لرعيل من كبار رجالات ورموز فن المغنى عموما في بلدنا تنظيرا وتأصيلا وممارسة وإبداعا. إنه ينفرد بين الأجيال التي عاصرها بكونه يجمع في شخصه وفي عطائه الفني بين الوفاء لروح الأصالة والتشبث بثوابت الموروث السماعي، وبين التموقع في واجهة المشهد كتجسيد حي لقيم الحداثة. وشارك في هذه الدورة مجموعة من المنتخبات والأجواق، ضمت أجود العازفين والمنشدين من مختلف أقاليم وجهات المملكة. ومن أسمى أهداف هذا الملتقى السنوي الذي احتفى برموز الملحون وأعلامه، تأصيل الموروث الفني للملحون والمساهمة في تدوينه وتوثيقه عبر الوسائط المختلفة بما فيها الصوت والصورة. وتسعى وزارة الثقافة من خلال هذا التقليد السنوي، المحافظة على هذا الفن العريق ليبقى ماثلا للأجيال القادمة ومد جسور التواصل بين جيل الشيوخ والرواد الذين أبدعوا وأغنوا الرصيد الغنائي المغربي وجيل الشباب والناشئة المعول عليهم، لتملك هذا الفن وتذوقه عبر إذكاء روح الإبداع وتنمية المواهب. وعلى المستوى الفكري، تم تنظيم ندوة علمية في محور «الملحون في الدراسة والتدريس» حيث تم تسليط الضوء على هذا اللون الإبداعي الذي يعد إلى جانب ألوان فنية وتراثية أخرى، رافدا من روافد الحضارة المغربية، يمتح من التاريخ والذاكرة وتوسيع دائرة الاهتمام به كموروث مغربي بامتياز، له خصوصياته المتجلية في طريقة الإنشاد ووقع تأثيره في المتلقي علاوة على كونه ديوان للمغاربة يجب نشره ورعايته و الاعتراف به من طرف المؤسسات التربوية التعليمية ونقله من الشفهية إلى التدوين الرسمي.