الرشيدية/ 9 ماي 2013 /و م ع / أظهر بحث ميداني حول ظاهرة الانقطاع المدرسي في المرحلة الاعدادية أنجزه عدد من التلاميذ في اطار عملية "صوت الشباب" ضمن مشروع (إتقان) أهمية اعتماد ثقافة التشارك في تدبير المؤسسات التعليمية بتفعيل مجالس المؤسسة. وأكد البحث، الذي قدمت نتائجه مساء اليوم الخميس بالرشيدية خلال لقاء اقليمي نظمته النيابة الاقليمية لوزارة التربية الوطنية بتنسيق مع مشروع الارتقاء بالتكوين لتقوية الاداء والنجاح التابع للوكالة الامريكية للتنمية الدولية (إتقان)، ضرورة انفتاح المؤسسات التعليمية على محيطها المحلي والإقليمي والجهوي والمركزي والإسراع باعتماد أقسام وفصول دراسية خاصة بالمتعثرين دراسيا. كما سجل البحث أهمية تقريب المؤسسات التعليمية من التلاميذ وتفعيل دور خلية اليقظة وتعميم مراكز استماع داخل المؤسسات ووضع آليات التشجيع والتحفيز والقيام بحملات التحسيس والتوعية بأهمية التمدرس، فضلا عن تكييف الحياة المدرسية بالوسط القروي مع خصوصيات المحيط الاجتماعي والاقتصادي للمنطقة موضوع الدراسة مع الحرص على توفر المؤسسات التعليمية على كل المرافق الضرورية للحياة المدرسية خاصة المكتبات والقاعات المتعددة الوسائط. كما أوصت هذه الدراسة، التي قام بها شباب باحثين متمدرسين بإعدادية أبو بكر الصديق بالريصاني في اطار عملية "صوت الشباب"، بضرورة إدماج و تعزيز وسائل التكنولوجيا الحديثة في طرق اكتساب المعارف للتواصل مع الآخر، وضرورة التقريب بين ما هو تشريعي وما هو اجتماعي، في إطار تغليب المصلحة العامة، خاصة فيما يتعلق بإرجاع جميع المفصولين إلى الدراسة، بإشراك المجالس وخلايا اليقظة ومراكز الإنصات، تجاوزا لبعض صعوبات النظام المدرسي في استرجاع المفصولين. وكان المندوب الاقليمي لوزارة التربية الوطنية السيد عبد الرزاق غزاوي أكد خلال الجلسة الافتتاحية لهذه التظاهرة، الذي حضرته، بالخصوص، مريم بريطل عن الوكالة الامريكية للتنمية الدولية والمنسقة الوطنية لعملية "صوت الشباب " والهيئات التربوية، أن تنظيم هذا اللقاء يرتبط بمكون من مكونات مشروع (اتقان) ويتعلق الامر بتنفيذ عملية "صوت الشباب" والتي تعالج ظاهرة تربوية تتمثل في الهدر المدرسي كظاهرة "قد تساهم في عرقلة تطور اداء منظومتنا التربوية والتأثير على مردوديتها بإحداث نزيف في الموارد المادية والبشرية". وأبرز أن النهوض بواقع التعليم بالإقليم والارتقاء بجودته من خلال معالجة كافة الظواهر التي من شانها الحيلولة دون تحقيق النتائج المرجوة يستلزم "انخراط وتعبئة كل من له ارتباط بهذا الواقع من اباء وأمهات وتلاميذ واطر تربوية وادارية وفعاليات مجتمعية وسلطات محلية ومجالس منتخبة وقطاع خاص ووسائل اعلام. وأشار المندوب الاقليمي ، في هذا الاطار، الى أن اختيار اقليمالرشيدية لاحتضان تجربة "صوت الشباب" بالثانوية الاعدادية ابو بكر الصديق أتى بغرض اشراك الشباب المتمدرس في تشخيص الظواهر التربوية وتحليلها والمشاركة في التحسيس والتعبئة الاجتماعية لمعالجتها والحد منها. من جانبه، أكد رئيس قسم برامج محاربة الانقطاع عن الدراسة بمديرية التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية السيد الحسن محفوظي ، أن مشروع "صوت الشباب" يهدف الى ارساء اليقظة التربوية من اجل رصد التلاميذ المهددين بالانقطاع عن الدراسة، وانجاز بحي ميداني حول ظاهرة الهدر المدرسي وحشد الدعم والبحث عن اشراك مختلف المتدخلين للحد من انتشار هذه الظاهرة. وأبرز السيد محفوظي، في هذا الاطار، الاهمية التي تكتسيها المقاربة التشاركية وتضافر جهود الفاعلين من هيئات تربوية ومجتمع مدني في عملية محاربة ظاهرة الانقطاع عن الدراسة التي تكون نتائجها مكلفة اجتماعيا واقتصاديا. من جهتها، أشادت السيدة مريم بريطل، بالجهود المبذولة في إطار مشروع "اتقان" للحد من ظاهرة الانقطاع عن الدراسة ، التي يتعين البحث عن اسبابها وايجاد الحلول الكفيلة بالحد منها ، مشيرة الى أهمية اشراك الشباب ودوره في هذه العملية .