حاولت تصحيح المسار والتمست طريقا تنقذني من الضياع وجدت الطرق كلها مقفلة دوني الظلام يملأ جنباتها ويملأ قلبي الفارغ من كل شيء إلا من أهواء نفس أمارة بالسوء. حياتي كلها تسكع ...انحراف ...خمور ...ومخدرات حياتي جحيم لا يطاق وأحلامي دفنتها تحت أهوائي فغدت جثة لا حراك لها بصيص أمل يحركها فيقتلها اليأس لتعود إلى سالف عهدها ترى هل يمكن للعبد أن يموت مرتين ؟كلا لكن بلى ليس من مات فاستراح بميت = إنما الميت ميت الأحياء غدت أحوالي وظروفي كصوت غريق في وحل الزمن المر الماجن صوتي يرتطم بالخواء أفكاري جمدت جمود الصخور ونصائح المحبين في تلافيف مخي كمن يصيح في واد وينفخ في رماد أرفض كل شيء إلا ما كان على هواي لقدأَسمعتَ لوناديتَ حيّاً = ولكن لا حياةَ لمن تُنادي ولو نارٌ نفحتَ بها أضاءت = ولكن أنتَ تنفُخُ في رَمَادِ بحثت وبحثت فكرت وفكرت كتبت ومحوت أخذت وأعطيت لكن كتاباتي بلا عنوان وبحثي كان متاهة تنتهي بسطر يعجز الأطفال أخذت المساوئ أعطيت مقابلها وقتي حياتي ضميري كل شيء في قاموس الإيجابيات فقدته فغدت حروفي مبعثرة بلا ترتيب اسمي نكرة وها أنذا أبحث له عن ألف ولام عله يغدو أو يمسي معرفة وإن تفاوتت المعارف عند النحاة من يا ترى يوما سيناديني بالرفع مثل المفرد العلم حالي مذكر ومؤنث وهو منصوب على كل الجهات ما كنت أود أن اعمل من أجله كسرته حروف الجر فما عاد يصلح لشيء. كنت وما زلت من التوابع فأنا نعت بلا منعوت وصفة بلا موصوف ...عطف بلا حنان ولا بيان ولا نسق مشتت الذهن والأفكار لم اعد أصلح بدلا لا للكل ولا للبعض لأنني أشتمل على كل المخالفات توكيد للفراغ بلا معنى وألفاظي ما هي إلا هراء لا تستلذه الأسماع ولا تقبله العقول بعت الهدى بالضلالة على عكس مالك بن الريب . كان العزم والعزيمة على وشك الفتور لكن ناي الحادي أنعشت المسير ولسان الحال والمقال يردد أبيات ابن الونان الاندلسي . مَهْلاً على رِسْلِكَ حَادِي الأَيْنُقِ = ولا تُكَلِّفْهَا بِمَا لَمْ تُطِقِ فَطالَمَا كَلَّفْتَها وَسُقْتَها = سَوْقَ فَتًى مِنْ حالِها لَمْ يُشْفِق وَكَمْ حُبَارَى أمَّهَا صَقْرٌ فَلَمْ = يَظْفَرْ بِغَيْرِ حَتْفِهِ بِالذَّرَقِ وكَمْ عُيُونٍ لأسُودٍ دَمِيَتْ = بالعَضِّ مِنْ بَعُوضِها المُلْتَصقِ والْخُلْدُ قَدْ مَزَّقَ أقوامَ سَبَا = وهَدَّ سَدّاً مُحْكَمَ التّتَأَنُقِ ولا تُنَقِّصْ أحَداً فَكُلُّنَا = مِنْ رَجُلٍ وأصْلُنَا مِنْ عَلَقِ لا تُلْزِمِ المَرْءَ عُيُوبَ أصْلِهِ = فالمِسْكُ أصْلُهُ دَمٌ في العُنُقِ لزمت الباب وقرعته قرعا متواصلا إذ الأمر في هذا المقام كما قال الشاعر. لا تسألنَّ بني آدم حاجة = وسل الذي أبوابه لا تحجب الله يغضب إن تركت سؤاله = وبني آدم حين يُسأل يغضب فكرت مرارا في الهروب لكن إلى أين فلا ملجأ منه إلا إليه كانت أحوالي المنصوبة تقول غب عن جمع مذكرك السالم وعن تاء تأنيثنا الساكنة وحرك روحك التي ليست مذكرا ولا مؤنثا خلعت نعال الخوف وعزمت على الإقدام حافي الأقدام وأنا اردد قول الإمام السهيلي فأنا في طريق الخلاص يا من يرى ما في الضمير ويسمع = = أنت المُعَدُّ لكل ما يُتوقع يا من يُرجَّى للشدائد كلها = = يا من إليه المشتكى والمفزع يا من خزائن ملكه في قول كن = = امنن فإن الخير عندك أجمع ما لي سوى فقري إليك وسيلة = = فبالافتقار إليك فقري أدفع ما لي سوى قرعي لبابك حيلة = = فلئن رُددتُ فأي باب أقرع ومن الذي أدعو وأهتف باسمه = = إن كان فضلك عن فقيرك يُمنع حاشا لجودك أن تقنط عاصيا = = الفضل أجزل والمواهب أوسع