في خطوة ايجابية غير مسبوقة، وفي إطار انفتاح الجامعة على محيطها الخارجي، نظمت جامعة مولاي إسماعيل بمكناس بتنسيق مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة مكناس تافيلات ونيابة وزارة التربية الوطنية بإقليمالرشيدية، القافلة التوجيهية الأولى لإرشاد التلاميذ والتلميذات حول مجال استكمال الدراسات العليا بالمؤسسات التابعة لها، من خلال تعريفهم بالمسالك الدراسية والإجازات الأساسية والمهنية المعتمدة، عبر زيارة ميدانية لعدد من الثانويات التأهيلية المتواجدة ببعض الجماعات الحضرية والقروية المنتمية لإقليمالرشيدية، ، أيام 03 و 04 و 05 ماي 2012، وذلك مساهمة منها في التوجيه الجيد للتلاميذ ومساعدتهم على الاختيار الصحيح بين المؤسسات وبين المسالك الدراسية الجامعية، أملا في إطلاعهم على التكوينات المعتمدة وشروط الولوج للمؤسسات ذات الاستقطاب المحدود أو ذات الاستقطاب المفتوح، مواكبة للمجهودات التي تقوم بها الوزارة الوصية على القطاع. وهكذا انطلقت القافلة محملة بكل ما يفيد التوجيه والإرشاد حيت تم توزيع ما مجموعه 6000 وثيقة تعريفية (دلائل ومطويات وكتيبات وملصقات....) للمؤسسات التابعة لجامعة مولاي إسماعيل، بإشراف من مصلحة الدراسات والتنمية الجامعية برئاسة جامعة مولاي إسماعيل ، وتأطير ثلة من الأساتذة اطر المصالح الإعلامية والمكلفين بمجال التواصل والإعلام والإرشاد والعلاقات الخارجية ، والممثلين للمؤسسات المنتمية لجامعة مولاي إسماعيل: كل من كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية ،وكلية الآداب والعلوم الإنسانية، وكلية العلوم، والمدرسة العليا للتكنولوجيا، والمدرسة الوطنية العليا للفنون والمهن بمكناس، إضافة إلى الكلية المتعددة التخصصات، وكلية العلوم والتقنيات بالرشيدية، لتجوب القافلة بعض الثانويات التاهيلية بإقليمالرشيدية الذي يعد من الأقاليم النائية بجهة مكناس تافيلالت، التي لابد أن تصل إليها كل المعلومات والمعطيات حتى يتحقق مبدأ المساواة وتكافؤ الفرص بين تلاميذ وتلميذات الجهة ، وهي إستراتجية ومنهجية اتخذها المسؤولون بالجامعة، وانبت على سياسة القرب لتحقيق الأهداف المرجوة من التعليم الجامعي، وحتى يتم التعريف جيدا بالأدوار التنموية للمؤسسات الجامعية العليا، وفق قناعة ثابتة بأن التعليم الجيد لابد أن يقترن بالتوجيه الجيد، وتبعا للنظرة الشمولية وبعد النظر في إنتاج النخب والأطر والكفاءات التي من شأنها أن تسدي الخدمات المطلوبة منها للوطن بعد التخرج في ارتباط وثيق بسوق الشغل. إنها الأرضية التي سارت عليها القافلة وهي تحاور التلاميذ والتلميذات وتتواصل معم مستشفة شغفهم الدراسي، وحب الاستطلاع نحو المستقبل بما يفيد تغيير أوضاعهم وأوضاع منطقتهم نحو الأفضل، ليكون اللقاء الأول للقافلة مع تلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي التأهيلي بثانوية الحسن الثاني ببلدية تنجداد وثانوية محمد الخامس ببلدية كلميمة يوم 03 ماي ،2012 واللقاء الثاني للقافلة مع تلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي التاهيلي، ثانوية الحسن الاول بأوفوس والثانوية التأهيلية مولاي رشيد بارفود يوم 04 ماي 2012، واللقاء الأخير للقافلة مع تلاميذ السنة الثانية من التعليم الثانوي التأهيلي لبلدية الريصاني واستهدف تلاميذ ثانوية الحسن الثاني وثانوية الأميرة للا سلمى يوم 05 ماي 2012، وقد تم استنتاج أن المبادرة كانت في محلها، ولقيت استحسان الجميع نظرا للحاجة الملحة لمثل هاته اللقاءات التواصلية، حيت استفاد التلاميذ والتلميذات من عروض السادة الأساتذة المؤطرين، وعمقوا معارفهم من خلال الاتصال المباشر مع اطر الجامعة عبر ورشات التفسير والتوضيح، في كل المجلات والحقول المعرفية عن كل مؤسسة على حدة. إن الجميل في المبادرة كونها ساهمت في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة التي باتت تنتشر داخل الوسط التلاميذي حول الجامعة وأدوارها، وذلك من خلال الإجابة عن عدة أسئلة حارقة للتلاميذ والتلميذات حول مستقبلهم الدراسي، ارتباطا بواقع التعليم العالي وآفاقه، حسب الانتظارات، وبناء على الأوضاع الاجتماعية، فكانت لدى العديد منهم نظرات تشاؤمية، وتخوفات من المستقبل، وهو ما استفز أطر جامعة مولاي إسماعيل، ليفتحوا الحوار العميق والرصين حول هذه الجوانب كلها، مؤكدين على أن التعليم الجامعي الجيد رهين بمدى التأهيل الجيد لتلاميذ السلك الثانوي، ومرتبط أيضا بالاجتهاد المتواصل، إلى جانب الاختيار والتوجه الصحيح، كل ذلك لابد أن يقترن بتحدي الصعاب والتحلي بالإرادة والعزيمة والطموح، لتكون النتيجة النهائية هي حصول المبتغى المنشود، فالجامعة هي مزرعة اطر الدولة في كل المجلات والميادين، وهي ملتقى الفكر والإبداع الطلابي بامتياز، حيت تساهم في التكوين الموازي الذي يشكل إلى جانب التكوين الأكاديمي والتربوي سلاحا مثينا في المجتمع لطالب اليوم إطار المستقبل. فكانت الرسائل جد واضحة على مدى ثلاثة أيام، لامس فيها أطر جامعة مولاي إسماعيل الحس التواصلي الجيد لأبناء وبنات إقليمالرشيدية، وتعرفوا عن اهتماماتهم وطموحاتهم، مما يحيل على ضرورة إبلاء المزيد من العناية لهاته المناطق التي تزخر بطاقات مبدعة وخلاقة لابد من العمل على صقلها وتكوينها بالشكل الذي يجعل المسار جد واضح والأفق مشرق، ويقرب المسافات لإنتاج الكفاءات من أبناء وبنات الشعب المغربي.