خرجت بوذنيب يوم 25مارس بشكل مكثف و منظم يبعث برسائل متعددة في اضرفة مفضوضة إلى الجميع .أول هذه الرسائل كانت إلى السلطة ليخبرها أن البوذنيبي قد خرج من بياته الشتوي القسري,ونزع عن معصميه القيود وصدح بقول حق و مشروع وبصوت واحد سمعته الجدران ؛ارفعوا التهميش عن بوذنيب ؛ثاني الرسائل كانت إلى الذين يصطادون في المياه العكرة لتذكيرهم أن بوذنيب للجميع,لكن التاريخ ماض بهم أو بدونهم . لكن مع الأسف وعلى الرغم من وصول الرسائل بعنفوان وتفرد إلى الجميع أصر الطرفان المتحدث عنهم على طمر أنوفهم في التراب ؛ فالتجأ الفسطاط الأول إلى المقاربة الأمنية في التعاطي مع هذا الحراك التاريخي غير المسبوق,واختار الطرف الثاني الوقوف ضد مصالح السكان ومصالح بوذنيب . هنا نتساءل :ماذا لو اختار المسئولون فتح حوار جاد و مسؤول مع المجتمع المدني ببوذنيب؟وماذا لو اختار راؤو الغبش تختيم أفواههم و الجلوس على أرصفة التاريخ ؟هل كان ذلك سينقص من "أهميتهم" ؟ لقد اختاروا المواجهة الدنيئة ,وتوجيه الضربات تحت الحزام .ربما لأنهم لا يدركون أن الأفكار لا تموت وأن الفكرة التي بثت ,ببهاء و صخب, في رحم بوذنيب يوم 25 مارس لن تموت و ستحافظ على ديمومتها إلى أن يزول التهميش عن بوذنيب , ويطرد الخوف و موردييه من سمائنا و أرضنا ومن خلجات أنفس البوذنيبين . لذلك نحن ماضون على الدرب الذي رسمناه .. درب الشرفاء الغيورين الذين يستلهمون روح الدستور و يعبرون عن موقفهم بصوت جهوري ؛وبشكل سلمي وفق مقتضيات القانون . لقد انطلق قطار التغيير في بوذنيب يوم25 مارس بألق و توهج ,وهاهو يئز للانطلاق ثانية للالتحام بالجماهير في محطة 6ماي المقبلة لتجديد العهد و تأكيد الخيار في وقفة احتجاجية ستكون أكثر حشدا من سابقتها ؛وهو ككل قطار ,سيمتطيه من أراد,وسيغادره من رأى أنه يوليه وجهة لا يبتغيها . بوذنيب أم رؤوم تعطف وتصفح على من زلَ وعاد نقيا من سيرته الأولى مزودا بقدرة تقديه على تقبل الآراء المختلفة ,و تدعو من آنس في نفسه شيئا من سلوك مشين أو قول جارح أن يتسمت نهجها في التعالي على الجروح كل هذا؛ لنواصل المسير و نخرج بكثافة في العرس النضالي المقبل ,ولن يضير بوذنيب أن يتنكر لها هذا أو ذاك ,هي أكبر منهم جميعا !وما عليهم إلاَ أن يتكرموا فيفسحوا لها الطريق ... فهي قادمة .