الى متى ستظل مساجدنا مغلقة ؟؟ هذا هو الاستفهام الذي يردده البسطاء من رواد بيوت الله بقصور المنطقة ، ومنهم العجزة وكبار السن ،وقد مضت سنة ونصف على قرار الجهات الرسمية بإغلاق كل المساجد التي قدرت اللجن المحلية المختصة أنها تمثل خطرا على حياة المسلين . ويجدر التذكير ان البلاغ الرسمي الذي نشرته وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية في غشت 2010، والذي اعلن عدد المساجد المقرر إغلاقها ، قد تضمن ايضا قرار ايجاد اماكن بديلة للصلاة في انتظار الاصلاح او الترميم او إعادة البناء . وإذا كانت الجهات المعنية قد اقدمت على تنفيذ قرار الاغلاق بسرعة فائقة ، فإنها لم تلتزم في كل الحالات بتوفير قاعات مؤقتة لأداء الفرائض ، بيبنما يبدو موضوع الاصلاح او إعادة البناء كما لو دخل طي النسيان مع طول هاته الشهورمن السكوت والجمود المطلق في هاته المنشآت.وهكذا ، بعد مرور 18 شهرا ، لا زالت ابواب العديد من المساجد موصدة ، والمصلون يضطرون لقطع المسافات ، والتكدس احيانا في بعض الفضاءات غير المؤهلة لاستيعابهم . الاستفهام ذاته يردده كذلك كثير من الائمة والمؤذنين والمنظفين،الذين باتوا في إجازة غير محدودة ، ويتساءلون تحت ضغط الوازع الديني، عن طبيعة ومشروعية الاجر الذي يتقاضونه ، اهو حلال او حرام . وتلك وضعية جد موجعة، عندما يتعلق الامر بقطاع مهمة اهله هي وعظ الناس وإرشادهم الى العيش الحلال ؟؟؟؟ لا يمكن لاحد أن ينكر التحول الجذري الذي عرفته المساجد خلال العقد الاخير على المستوى الوطني ، سواء من حيث الاعتراف بالموارد البشرية المستخدمة وتأهيلها وتحسين وضعها المادي والاجتماعي ، او من حيث تدبير المساجد كفضاءات وكمؤسسات ، إلا ان الكيفية التي تم بها تدبير الملف مع إغلاق المساجد تمثل جزرا غير مفهوم في المسار المنهجي الذي يسير فيه التأهيل الشامل للمسجد . عند الالتقاء مع بسطاء القرويين ، فإنهم لا يتمكنون من فهم كون اوقاف بلدتهم تمثل رصيدا هاما من العقارات والأشجار المثمرة ، ويصبحون محرومين من المسجد ، الذي يعتبرونه علة وجود الوقف نفسه في بلاد الاسلام . ولا يتردد بعض المسنين منهم ، في الكشف عن حنينهم لذاك الزمن الذي كانت فيه اوقاف المسجد بيد ناظر البلدة ، الذي كان ينفق منها على المسجد ، باستشارة وتوجيه من حكماء وكبار البلدة . زمان كيفما كانت نقائصه ، لم يكن يعرف إغلاق المساجد , ملاحظ من بعيد للبوابة قصر السوق