ظهرت وتطورت خلال السنوات الاخيرة ، في غياب اي اهتمام إعلامي تجارة عادية في ظاهرها مع استفحال الأنشطة غير المهيكلة عندنا - وكلها غموض واستفهامات في باطنها. يتعلق الأمر بالتنقيب عن الخردة الحديدية والمعدنية عموما ، من طرف عدد من صغار المشترين الوسطاء.ففي السوق الأسبوعي الذي ينعقد كل يوم أحد بمدينة الرشيدية،بجوار الباحة المخصصة لبيع الماشية، يستقر في الصباح عدد من الأشخاص بموازينهم، وبجانبهم سيارات نقل متوسطة،يستقبلون الناس من كل الأعمار، ويشترون منهم كل أنواع الخردة المعدنية، من حديد ونحاس وقصدير والومنيوم ،بأثمان تتراوح بين درهمين و أربعين درهما للكيلوغرام الواحد بالنسبة للقطع النحاسية.كما تعرف شوارع وأزقة مختلف الأحياء السكنية بالمدينة ، طيلة أيام الأسبوع ،مرور عدد من صغار الوسطاء المتجولين بعربات مدفوعة او مجرورة ، يبحثون عمن يبيعهم كل قطع الخردة من الحديد والمعادن الأخرى. إذا كان من النتائج "المحمودة" لهذا النشاط ،الذي يبدو انه لا يخضع لأية مراقبة ، أن المطارح العمومية لم تعد تحتوي على أية قطعة معدنية صغيرة أو كبيرة كما كانت في زمن سالف.فإن من عواقبه الخطيرة في المقابل - حسب تقديرنا للأمور- أن الأشخاص الذين جلبهم هذا النشاط، ومنهم كثير من الصغار والمراهقين ،يقدمون على اقتلاع قضبان الحديد من اوراش البناء،وإزالة السدادات المعدنية من فوهات شبكة الصرف الصحي عبر الشوارع العمومية ، وغير ذلك مما تصل إليه يدهم، في سبيل الحصول على المال، مما يجر الصغار إلى مجاهل الانحراف ،ويفضي إلى تشجيع السرقة المنظمة ، ومعها تخريب ونهب الممتلكات العمومية على مرأى ومسمع من الجهات المسؤولة. والسؤال الذي يطرح نفسه بهذا الخصوص هو ما سر هذا الطلب على الخردة المعدنية ، الذي لا شك انه منتشر في المناطق المغربية الأخرى غير الرشيدية. فلا بد ان هناك طلبا من جهة ما على المستوى الوطني.ومما يقال أن هاته التجارة الجديدة عندنا، هي جانب من شبكة ضخمة لاقتناء كل أنواع الخردات المعدنية ، بطلب وتمويل صيني.فالصناعة المعدنية الصينية التي توجد اليوم في عز ازدهارها ، تضخمت حاجياتها من الحديد والمعادن ،وتجد في الخردات موردا تكميليا، إلى جانب التزود بالمعادن الخام المكلفة أكثر، والتي تتطلب استثمارات في التنقيب والاستغلال ، ومفاوضات واتفاقيات مع الحكومات . أكيد إن هذا النشاط ينضاف الى العدد الهائل من أنشطة القطاع غير المهيكل الذي غزا الحقل الاقتصادي ببلادنا ، لكن وجوده خارج أية مراقبة ، يساهم في شيوع السرقة وتدمير ونهب الممتلكات العامة وحتى الخاصة ، من طرف أطفال ومراهقين خارجين عن تأطير أوليائهم. بوابة قصر السوق - ملاحظ من بعيد