احتضن فضاء المكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط مؤخرا حفل توقيع وتقديم مجموعة من الكتب الصادرة عن فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. كما أقيمت هذه التظاهرة، التي حضرتها شخصيات تنتمي إلى عوالم الفكر والإبداع والإعلام والسياسة، احتفاء بكتاب ومبدعي تافيلالت الذين صدرت لهم مؤخرا مجموعة من الكتب الإبداعية، منها الأعمال الفائزة في المسابقة الإبداعية التي نظمها فرع الاتحاد في بحر السنة الجارية. وأوضح سعيد كريمي، الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية، في كلمة في بداية هذا الحفل أن هذه الإصدارات الجديدة تتوزع بين هو شعري وما هو نثري وتخوض في أجناس أدبية مختلفة وبلغات متعددة، مبرزة التراكم الثقافي والفكري الذي يميز منطقة تافيلالت. وذكر بالتنوغ الثقافي الذي يميز منطقة تافلاليت من أمازيغية وعربية وإفريقية ويهودية، التي كانت متواجدة بهذه المنطقة لسنوات، مشيرا إلى أن هذا المزيج الثقافي هو الذي أضحى يشكل اليوم الذاكرة الجماعية، التي تحفظها الثقافة الانتروبولجية بمختلف تمظهراتها. وخلص كريمي، إلى أن تافيلالت، وكما قدمت في الماضي مبدعين كبار في مختلف مجالات فن القول كالملحون، لازالت تتميز بتنوع ثقافي وفني عميق وتراث شفهي أصيل، انخرط اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية في عملية تجميعه في كتاب من ثلاثة أجزاء تحت عنوان «التراث الشفاهي بتافيلالت الأنماط والمكونات». وتجاوز عدد الكتب التي أصدرها اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية هذه السنة 12 عملا، منها ديوان شعري بالعربية لعبد الكريم الشياحني بعنوان «خلاصات على وتر الغيب»، وآخر بالأمازيغية للشاعر حميد أوزا تحت عنوان «أناروز»، ثم ديوان ثالث بالأمازيغية، أيضا، بعنوان «تيساس» للشاعر المبدع مصطفى بنساين. وأصدر، كذلك، نصين مسرحيين للمؤلف والمخرج رضوان بديار بعنوان «لعب الصغر» و»حزام للا وما دار»، فضلا عن تكفله بإصدار «ندير أل مندر» لحميد هجا وعبد الحكيم باكي، و»مدخل إلى فن البلدي» لإدريس بن البوعزاوي، اعترافا منه بمجهودات الأجيال السابقة من أبناء تافيلالت في مختلف مجالات الإبداع. ومن بين هذه الأعمال «السر المكنون في شعر الملحون» لمولاي المصطفى عبد السميع العلوي، و»أرمم ذاكرتي» لمحمد شاكر، و»رؤية» للحسن مصواب، و»زخات» لعبد الرحيم سليلي، و»الحرب الصغرى» لنزهة كحلاوي، ثم «باسيون دارتيست» (ولع الفنانين) للحسن محمودي وجوانا. كما أن اتحاد كتاب المغرب فرع الرشيدية، وإحياء لذاكرة الفنان الأمازيغي المتألق ابارك أولعربي المعروف ب (نبا)، والذي اختطفته يد المنون السنة الماضية في ريعان شبابه وعز عطائه، أخذ الفرع على عاتقه لملمة بعض نصوصه الإبداعية في أضمومة تحمل عنوان «صغرو بند من الحلم إلى حقيقة». وتضمن برنامج هذا الحفل، بالإضافة إلى توقيع وتقديم الكتب الصادرة عن فرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والكتب الفائزة بجائزة فرع الاتحاد، فقرة تراثية قدمت خلالها لوحات من التراث الأمازيغي للمنطقة. وقد عرف الحفل حضور عدة شخصيات من المنطقة وخارجها من بينها الدكتور حسن أوريد وإدريس خروز مدير المكتبة الوطنية والباحث الأمازيغي أحمد خصيد