شكل محور واقع الإعلام الجهوي وآفاقه محور الندوة التي نظمها منتدى تافيلالت للإعلام مساء الثلاثاء 27 يونيو بقاعة غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرشيدية وحضرها إعلاميون وفاعلون جمعويون ومهتمون وحاولت المداخلات الثلاث التي ألقيت أن تقدم تشخيصا لواقع الإعلام الجهوي والوقوف عند الإكراهات التي تعترضه مع تقديم اقتراحات من شأنها أن تدفع بهذا الإعلام المرتبط بالحياة اليومية محليا، إلى الأمام. كما تم الوقوف عند الولوج إلى المعلومة باعتبارها من أهم الإكراهات التي تعيق الأداء الأمثل للإعلام الجهوي.كما حاولت أن تقيم علاقة بين الفضاء العمومي الديمقراطي والإعلام الجهوي
وهكذا فقد اعتبر الدكتور سعيد كريمي أستاذ جامعي وفاعل جمعوي والكاتب العام لفرع اتحاد كتاب المغرب بالرشيدية، في عرضه المعنون بالصحافة الجهوية: الواقع والإكراهات. أن الإعلام الجهوي أضحى ضرورة مركزية أملتها التحولات التي عرفها المغرب باعتباره أحد أوجه الإعلام البديل وإعلام القرب. مشيرا إلى أنه جاء كرد على عدم لعب الإعلام الممركز دوره في نقل الخبر من الجهات والمناطق النائية. وبعد أن استعرض الدكتور كريمي بعضا من التجارب التي عرفتها الرشيدية في مجالي الإعلام الجهوي الورقي والإلكتروني،وقف عند بعض الإكراهات التي تواجه هذا النوع من الصحافة وأجملها في الإكراه المالي حيث أشار إلى أن أغلب التجارب التي عرفها الإقليم في أوقات سابقة، كانت تشتغل بمنطق الإعلام النضالي، وأضاف أن الجوانب القانونية تعيق ازدهار الإشهار في الجرائد المحلية والجهوية. كما أكد أن أغلب الصحافيين المشتغلين في هذا المجال هم في حاجة إلى التكوين، واعتبر عدم القدرة على الوصول إلى المعلومة إحدى أهم الإكراهات التي تواجه الإعلام الجهوي. وعند وقوفه عند الإعلام الإلكتروني أشار إلى الاشتغال الفردي وغياب الخط التحرير وضعف التحيين وطغيان الخبر الوطني في مواقع من المفترض أن تقدم خدمة إخبارية محلية أو جهوية. ودعا في نهاية عرضه إلى ضرورة مأسسة الإعلام الجهوي والانتقال به إلى مستوى الاحترافية و القطع مع كل الأساليب التي من شأنها أن تحرم الصحفي من المعلومة ومن جهته انطلق الأستاذ عبدالعالي عبدربي إعلامي وفاعل جمعوي، في عرضه الإعلام الجهوي والوصول إلى المعلومة، بعرض وقائع لحالات منع فيها الصحفي من الوصول إلى المعلومة ليبين في قراءته لهذه الوقائع أن تكريس احتكار المعلومة ومنع تداولها، مهمة تقوم بها جهات من مختلف التموقعات .وتتضرر من هذا السلوك أطراف هي الأخرى تنتمي إلى مختلف المواقع. كما أكد أن الذين يمنعون من الوصول إلى المعلومة لم يكونوا في أي وقت في موقع خرق القوانين. الأمر الذي سيصبح مختلفا في الدستور الجديد الذي ينص صراحة على ضمان حق الوصول إلى المعلومة. وبعد أن استعرض نماذج لكيفية تنظيم هذا المجال في بلدان سارت بعيدا في مجال تداول المعلومة. أكد عبدالعالي عبدربي على أهمية المجتمع المدني في فتح نقاش موسع في الموضوع نظرا لتجربته في الترافع في قضايا حيوية من قبيل الجهوية الموسعة. وهو نقاش يمكنه أن يساهم في تفعيل المقتضيات التي جاء بها الدستور الجديد بشكل يضمن مزيدا من الحرية في الولوج إلى المعلومة الدكتور مصطفى اللويزي، أستاذ جامعي، إعلامي وفاعل جمعوي. اختار أن ينطلق في عرضه المعنون ب: الصحافة الجهوية والرهان الديمقراطي من فكرة الارتباط الجدلي بين الصحافة والديمقراطية، معتبرا أن لا صحافة في مجال غير ديمقراطي، وأكد اللويزي أن الصحافة عندما تكون في مجال غير ديمقراطي تكون بقوة الأشياء صحافة مناضلة. وبعد أن أكد على غياب المعلومة التي تمكن من التحليل واتخاذ القرار وحضور الإشاعة بدلا عنها.أشار إلى أن الفضاء العمومي غير مؤهل ولا بد من إرادة سياسية الندوة كانت مناسبة للاعتراف بجهود إعلاميين بذلوا ويبذلون جهودا من أجل التعريف بإقليم الرشيدية، واستمع الحضور إلى شهادة عن تجربة إعلامي ساهم في خلق منابر إعلامية محلية جهوية ووطنية، يتعلق الأمر بابراهيم طاسين الذي أنشأ في وقت سابق جريدة وطنية تصدر من الرشيدية، وقدمت شهادة من طرف شاب يشرف على موقع إخباري يعنى بأخبار المنطقة، يتعلق الأمر بأمين الحسناوي مدير جريدة إلكترونية. وقد مكنت الشهادتين من الوقوف على ظروف عمل الإعلامي المشتغل في الصحافة الورقية والإلكترونية والإكراهات التي يواجهونها.