الجزائر تجند وزيرا في بوليساريو لإرسال مرتزقة لدعم كتائب القذافي والثوار يعتقلون 15 منهم ويكشفون حقيقة تجنيدهم علمت «الصباح» أن المخابرات الجزائرية جندت الوزير المنتدب المكلف بشؤون إفريقيا، بجبهة بوليساريو، ويدعى محمد يسلم بيسط، من أجل التنسيق مع القوات الموالية للقذافي، في إرسال مرتزقة من بوليساريو الجزائر، للقتال ضد الثوار الليبيين. وأضافت مصادر ال«الصباح» أن تكليف مسؤول الجبهة بالوساطة في عملية نقل مرتزقة للقتال إلى جانب القذافي، تروم من ورائه المخابرات الجزائرية، تجنب إثارة اسم الجزائر في هذا الأمر، مشيرة إلى أن المدعو محمد يسلم بيسط، تحرك بواسطة علاقات تربطه بمهربين ومسلحين ينشطون في جنوب الصحراء الجزائرية، من أجل تأمين تنقل المرتزقة وصولا إلى التراب الليبي عبر الحدود الشاسعة التي تربطها بالجزائر والنيجر. وذكرت المصادر نفسها أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا، اشتكى، خلال استقبال الوفد الإفريقي ببنغازي، من تورط الجزائر في إرسال مرتزقة يدعمون كتائب القذافي، مضيفة أن رئيس المجلس، مصطفى عبد الجليل، تحدث مع الرؤساء الخمسة عن قضية المرتزقة القادمين من الدول العربية والإفريقية، وقال بتعبير صريح "حين أقول الدول العربية، أقصد الجزائر بصفة خاصة". كما كشفت المصادر ذاتها، أن الثوار أعلنوا عن اعتقال نحو 15 مرتزقا من جنسية جزائرية وثلاثة آخرين قتلوا بأجدابيا، شرقي ليبيا. ولم تستسغ المخابرات الجزائرية الموقف المغربي، الداعم للشعب الليبي، من خلال مشاركة الوفد المغربي منذ اندلاع الأحداث في مجموعة الاتصال التي كانت وراء قرار فرض الحظر الجوي، وهو ما أشعل حربا مخابراتية بين المغرب والجزائر فوق الأراضي الليبية، مضيفة أن مخاوف النظام الجزائري من انتقال الثورة إليها، بعد أن اشتعلت على حدودها في كل من تونس وليبيا، حمل المخابرات الجزائرية على تكليف، الوزير المنتدب في جبهة بوليساريو، محمد يسلم بيسط، بالتنسيق لإرسال مرتزقة لدعم نظام القذافي، وذلك بوصفه رجل ثقة الأمن العسكري الجزائري، بالنظر إلى أنه شغل مهمة سفير لبوليساريو في الجزائر، قادما إليها من جنوب إفريقيا بعد أن قرر زعيم الجبهة وضعه تحت مراقبة الجزائريين. وأفادت مصادر "الصباح" أن مسؤول الجبهة الذي جرى تكليفه بهذه المهمة القذرة، له سوابق في مجال التجسس منذ كان طالبا في الجزائر، التي دخلها بشهادة مزورة بعد أن رسب في الباكلوريا، إذ كانت مهمة محمد يسلم بيسط هي بعث تقارير عن الصحراويين الموجودين في الجامعات الجزائرية، وهو ما عرضه لمحاولة القتل سنة 1986، قام بها مجموعة من الطلبة في مدينة توغرت الجزائرية. وأفادت مصادر "الصباح"، أن انكشاف أمر الجزائريين، وعناصر بوليساريو، في إرسال مرتزقة إلى ليبيا لقتال الشعب الليبي، انتبه إليه الثوار منذ البداية، وذلك بعد اعتقال عدد منهم وثبوت وجود طيارين جزائريين عبروا الأجواء الليبية قبل فرض الحظر الجوي على المنطقة، وهو الأمر، تضيف المصادر نفسها، الذي نبه إليه، في وقت سابق، وزير الهجرة المستقيل من نظام القذافي، حين أشار إلى وجود دلائل قوية على تدخل جزائري بواسطة مقاتلين من بوليساريو في الشأن الداخلي لليبيا.