توالت ردود الفعل العالمية المطالبة للسلطات الليبية بعد استخدام القوة لكبح الاحتجاجات السلمية المناوئة لنظام الحكم أمس، حيث دعا وليام هيج وزير الخارجية البريطاني قادة العالم لإدانة “قمع” ليبيا للتظاهرات المعارضة، مبيناً أنه سيثير هذه القضية في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي المقرر عقده في بروكسل اليوم حاثاً الدول العربية خاصة، بعدم التزام الصمت إزاء ما يجري في ليبيا. وأبلغ هيج قناة “سكاي نيوز” التلفزيونية بقوله “ينبغي ألا يتردد العالم في إدانة تلك التصرفات”. وتابع “ما ينبغي على العقيد القذافي عمله احترام حقوق الإنسان الأساسية وليس هناك مؤشر على ذلك من خلال رد الفعل الرهيب والمفزع للسلطات الليبية تجاه هذه الاحتجاجات”. وأضاف “لا نحاول اختيار من يدير شؤون أي دولة”. وقال الوزير البريطاني للشبكة “أعتقد أنه ينبغي علينا تكثيف الضغط والإدانة الدولية”. وأضاف قائلاً “سنشجع الدول العربية أيضاً، لإدانة هذه الممارسات المروعة.. الحوار هو أفضل طريق لمعالجة هذه الاحتجاجات، هذا ما نطالب به”. وقال هيج الذي وصف الوضع بشرق ليبيا بأنه “مفزع”، رغم أن بريطانيا سعت لتطبيع علاقاتها مع ليبيا، لكن ينبغي على العالم عدم التردد في إعلان إدانته للقمع”. من جهتها، أعلنت النمسا أمس، عن إرسال طائرة عسكرية إلى مالطا بهدف إجلاء رعايا نمساويين وأوروبيين من ليبيا ودول عربية أخرى إثر الاضطرابات الأخيرة في المنطقة. وقالت وزارة الدفاع في بيان “نظراً للوضع الأمني في ليبيا الذي تفاقم في الساعات الماضية، قررت الحكومة إرسال طائرة هيركوليس سي-130 تابعة للجيش النمساوي وإسعافات إلى جنوب أوروبا”. وقال وزير الدفاع نوربرت دارابوس إن “تدهور الوضع في ليبيا جعل من الضروري التحضير لإجلاء رعايا نمساويين وكذلك رعايا من دول الاتحاد الأوروبي”. وغادرت الطائرة العسكرية فيينا صباح أمس، لكن موعد عمليات الإجلاء لم يتقرر بعد كما أضافت الوزارة. وبالتوازي، دعا وزير الخارجية الكندي لورانس كانون الحكومة الليبية الليلة قبل الماضية، إلى إجراء “حوار سلمي” مع المتظاهرين المناهضين للنظام، معرباً عن “قلقه البالغ” من القمع الذي تمارسه السلطات ضدهم. واعلنت باريس ان «القمع العنيف» للمتظاهرين في ليبيا «مفرط وغير مقبول» بينما قالت برلين انه «مشين». إلى ذلك، دعت منظمة العفو الدولية أمس، الزعيم الليبي إلى كبح جماح قوات الأمن فوراً وسط تقارير عن استخدام الأسلحة الآلية وأسلحة أخرى ضد المتظاهرين، وارتفاع حصيلة القتلى في بنغازي ومصراته ومدن أخرى. وقال مالكولم سمارت، مدير منظمة العفو الدولية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إن “قوات موالية للعقيد القذافي تستخدم دون مبرر قوة قاتلة ضد متظاهرين يدعون للتغيير والنتيجة متوقعة تماماً.. عدد كبير من الأشخاص يقتل والوضع يتصاعد بصورة تنذر بالخطر.