يقول إن خطهم التحريري يدافع عن الديمقراطية والعلمانية والعقلانية تأكد رسمياً نهاية الأسبوع الماضي رحيل أحمد رضى بنشمسي عن إدارة نشر مجلة "تيل كيل" الأسبوعية المغربية الأكثر مبيعاً في البلاد والصادرة باللغة الفرنسية، وسيحل مكانه الصحافي ذي التجربة الطويلة في المجلة كريم بخاري. الدارالبيضاء: في أول ظهور إعلامي له، يتحدث مدير نشر المجلة كريم بخاري ل"إيلاف" عن مهامه الجديدة في "تيل كيل" الأسبوعية المغربية بعد أن شغل لسنوات إدارة تحرير المجلة، كما يتطرق إلى الخط التحريري للأسبوعية الأكثر منعاً في المغرب طيلة السنوات الأخيرة، وإلى مواضيع أخرى. - أنت الآن مدير نشر مجلة "تيل كيل" الجديد بعد سنوات قضيتها على رأس تحرير هذه الأسبوعية، هل ستتراجعون عن الخط التحريري للمجلة؟ • لن يتم تغيير خط تحرير المجلة، في المرحلة المقبلة سنحافظ على خطنا التحريري الذي عهده القارئ فينا منذ عشر سنوات تقريباً، لأنه خط تحريري متميز وواضح، والأكثر من هذا أنه لقي تجاوباً كبيراً مع القراء مما جعلنا المجلة الأسبوعية الأولى من حيث المبيعات في المغرب سواء باللغة العربية أو الفرنسية. - ماذا سيحدث إذن؟ • مجلة "تيل كيل" بلغت مرحلة النضج، لذا فهي في حاجة إلى أن تكبر مع محيطها وأن تقوم بأدوارها بشكل أكبر، كمجلة أكثر تأثيراً، وهذا ضروري جداً للاستمرار في الريادة، فالمرتبة الأولى تتطلب جهداً كبيراً لتحافظ عليها. المجلة لن تكبر بعيداً عن محيطها هذا، فنحن نمارس الصحافة بشكل مهني ولا نلعب دور المعارضة، لأننا ملك جميع المغاربة بمختلف توجهاتهم وتشكيلاتهم، علينا مسؤولية. "تيل كيل" ليست مجلة الهامش والناطق الرسمي باسم المعارضة، بل نريدها (كما كنا) وبشكل أكثر مجلة المغاربة. هذا ضروري وإلا حكمنا على أنفسنا بالإندحار إلى الخلف تاركين لمجلات وصحف أخرى الريادة وهذا ما نرفضه. - لكن "تيل كيل" عرفت بخط تحريري منتقد للسلطة، هل سيتم تغييره؟ • إن رأسمالنا هو مصداقيتنا، وخطنا التحريري لن نتراجع عنه، سندافع عن مجتمع ديموقراطي علماني حداثي وعقلاني، وستظل الحريات الفردية والدفاع عن المرأة لاكتساب حقوق أكثر من أولوياتنا، كما سنحترم الاختلاف وندافع عنه، وسنظل مترصدين لانتهاكات حقوق الإنسان والحريات الفردية، لكننا سنقوم بعملنا الصحافي هذا بشكل مسؤول. - هل هذه المرحلة الجديدة ضرورية بعد عشر سنوات من خروج المجلة؟ • طبعا سنحتفل قريبا بالذكرى العاشرة لصدور المجلة، وهذه السنوات تفرض علينا أن نكون أكثر نضجاً. لقد دخل جميع الصحافيين العاملين في المجلة هذه التجربة قبل عشر سنوات، كان معظمنا في بداية طريقه إلى عالم الصحافة، كبرنا جميعا مع هذه التجربة، اكتسبنا وراكمنا تجربة مهنية مهمة، ولا ننسى العلاقات الإنسانية التي كان لها دور في نجاح تجربتنا. بفضل هذا وبفضل نجاحاتنا وإخفاقاتنا بلغنا مرحلة النضج، وهذه المرحلة يجب أن تظهر في المجلة. يجب أن نستثمر التجربة جيدا وأن نواكب التحولات المجتمعية. "تيل كيل" يمكنها أن تصبح مجلة كبيرة مهنية تمارس الصحافة كما هو متعارف عليها عالميا. - كيف ستصل "تيل كيل" إلى هذه المرحلة؟ • ستعرف المجلة تغييرات وسنعلن عنها حينها، ستكون هناك مفاجات جديدة ومشاريع جديدة للمجموعة في المستقبل القريب. - هل يمكننا أن نعرف لماذا غادر الناشر السابق أحمد رضى بنشمسي التجربة؟ • هذا سؤال يجب أن يوجه إليه شخصياً، لأنه المعني به، أعتقد أن زميلي وصديقي أحمد رضى بنشمسي يبحث عن آفاق جديدة بعد تجربته الناجحة على رأس المؤسسة. - ألا تعتقد أن هناك مسؤولية كبيرة على عاتقك للاستمرار في المقدمة؟ • إنها مسؤولية كبيرة، رغم أنني عشت في المجلة سنوات كثيرة، لكن كان بنشمسي مظلة نعود إليها عندما نحتاجه، ولا ننسى أنه المؤسس. لكن يجب أن نرى الأمر بطريقة أخرى، أعتقد أنها المرة الأولى التي يصبح فيها صحافي ورئيس تحرير ومدير تحرير (مهام بخاري في المجلة) ناشراً للمجلة، هذا الأمر متعارف عليه في أوربا لا في المغرب، إنه نوع من الديموقراطية والاعتراف بما يقوم به الصحافي، لأنه يدافع عن مجتمع يكافئ طاقاته، وهذا ما قامت به المؤسسة الناشرة. - تعيش الصحافة المغربية تراجعاً بشهادة صحافيين مغاربة ومؤسسات دولية معنية بحرية الصحافة، كيف يمكن أن تمارس الصحافة في ظل هذا الوضع المهزوز؟ • هذا الوضع الذي نعتته بالمهزوز لا أعتبره كذلك، إنه اهتزاز نسبي وآني، هناك تراجع لا ريب في ذلك، لكنه ليس اهتزازاً دائماً. لقد عملت لأكثر من 21 سنة في الصحافة، وقضيت سنوات في الصحافة الحزبية وعشت تجارب مختلفة في الصحافة المستقلة، وأقر بوجود تطور كبير في مجال حرية الصحافة في المغرب طيلة المدة التي قضيتها. خلال السنوات العشر الأخيرة كانت هناك اهتزازات وهو أمر عادي وطبيعي في صحافة تبحث، هي الأخرى، عن تطوير نفسها. نحن في حاجة إلى صحافة مهيكلة مقاولاتياً ومهنياً.