هاجم وزير الاتصال المغربي خالد الناصري ، أحمد رضى بنشمسي ، مدير نشر أسبوعية " تيل كيل" الفرانكفونية المغربية ، وقال في مقال نشرته الصحف المغربية مخاطبا بنشمسي " لقد تجاوزتم حد الخزي ما كان لكم أن تتجاوزوه ، أنتم الذين سمحتم لأنفسكم باحتكار دور ملقني الدروس ، لقد دأبتم على لباس جبة المحلل الجسور القادر على النيل من الاختيارات الأساسية لبلاده، مستغلا إلى أقصى حد، مجال الحرية الذي امتلكته هذه البلاد وقواها الحية ". وحسب ما أوردته مصادر إعلامية عربية ، أثار الوزير في هجومه على بنشمسي ثلاث نقاط ، فقال "تؤكدون بدون أدنى خجل أن البوليساريو حقق انتصارا في معركة التواصل، بوسائل بسيطة مقارنة بوسائلنا...وأجدني غاضبا أمام موقف فاضح على الأقل لثلاثة أسباب" وقدم الوزير السبب الأول في أن "البوليساريو، وخلافا لتأكيدكم المزعوم، لم يحقق الانتصار في معركته ضد المغرب"، والسبب الثاني، حسب الوزير، "البوليساريو لا يستعمل وسائل ضعيفة .. بل يستعمل آلة الدعاية الدبلوماسية والإعلامية للجزائر والآلة القوية للصحافة الإسبانية بكل اتجاهاتها". أما السبب الثالث فيتعلق بانتقاد بنشمسي لوكالة المغرب العربي للأنباء، الوكالة الرسمية بالمغرب، وقال الوزير " فمن واجبي أن أسألك السيد بنشمسي، مدير نشر مجلة أسبوعية تشتغل: ماذا فعلتم أنتم لتعويض نقائص وكالة رسمية أكثر من اللازم في تصوركم....ماذا فعلتم ولو مرة واحدة في الأسبوع لتقديم دعمكم لقضية تعتقدون أنها تدار بشكل سيء.....ربما يتعلق الأمر هنا بخطاب وطني أكثر من اللازم لا يتلاءم مع الخط التحريري ل" تيل كيل " المجلة التي لا تضاهي كل الخطابات المتعارف عليها ". وختم مقاله بتوجيه اتهامات واضحة إلى ناشر المجلة " لا، السيد بنشمسي، من خلال مواقفكم المستفزة وتصريحاتكم الكاذبة، من خلال معاركم المشبوهة فإنكم لا تحيطون نفسكم بالعبث فحسب، بل بالخزي والعار، فالحرب التي تتحدثون عنها هي حرب وسائل الإعلام ، هذه الحرب التي انسحبت منها ". وختم قائلا " إن التزاماتي المهنية تفرض علي أن أقرأ لكم كل أسبوع، إنه الجانب السيء في مهنة الوزير". يشار إلى أن هذا الرد جاء تعقيبا على افتتاحية كتبها بنشمسي في عدد مجلة " تيل كيل " المتوفر في الأسواق منذ السبت الماضي. حيث انتقد بنشمسي وكالة الأنباء الرسمية على بلوغها حدا غير مسبوق من الدعاية الرسمية ، كما انتقد طريقة تواصل الدولة بعد أحداث العيون الأخيرة ، مذكرا بمنع الصحافيين من التوجه إلى العيون، معتبرا إياه خطأ فادحا، لأنه سمح لجبهة البوليساريو ، بترويج أكاذيب كثيرة ، وتروج أخبار عن ترك بنشمسي لمجلته وشروعه في مغادرة المغرب نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية .