عبرت وزارة الخارجية الفرنسية أمس الثلاثاء عن «اندهاشها» لإقدام المغرب على مصادرة العدد الأسبوعي لمجلتي «تيل كيل» و«نيشان» لنشرهما استطلاعا للرأي حول الملك محمد السادس، مبدية أسفها لصدور قرار من ذلك النوع من طرف السلطات المغربية. وجاء على لسان المتحدث الرسمي باسم الخارجية الفرنسية، رومان ندال: «إننا مندهشون أمام هذا الإجراء الذي نأسف له»، مضيفا: «إننا ملتزمون بحرية التعبير، التي يضمنها ميثاق الأممالمتحدة المتعلق بالحقوق المدنية والسياسية التي صادق عليها المغرب، وبالتالي فذلك يتضمن حرية الصحافة أيضا». كما نددت منظمة «مراسلون بلا حدود»، من جهتها، بما حدث، واصفة إياه ب «الأسلوب العتيق وغير القانوني». وفي نفس السياق، قامت سلطات أمن مطار محمد الخامس مساء يوم الإثنين بحجز عدد يوم الثلاثاء من صحيفة «لوموند» الفرنسية، لنشره نفس الإحصاء الذي أنجزته بشراكة مع «تيل كيل». ولتسليط الضوء على حيثيات عملية المصادرة التي طالت العددين الاخيريين من مجلتي تيل كيل ونيشان، عقد أحمد رضا بنشمسي، مدير اسبوعية «تيل كيل»، ندوة صحفية أول أمس الإثنين، اعتبر خلالها أن ذلك القرار «ظالم وجائر»، لأنه لا يستند الى أي مبرر أو تعليل قانوني، وانه اذا كان الفصل 77 من قانون الصحافة يجيز لوزير الداخلية حجز اي عدد، فإنه يشترط التعليل القانوني. كما عبر عن اندهاشه من متابعته بناء على الفصل 41 من قانون الصحافة، الذي يمنع المس بشخص الملك، خاصة ان الاستطلاع يبين الصورة الايجابية للملكية عند 91%من المغاربة. وفي معرض رده على تصريحات خالد الناصري، وزير الاتصال والناطق باسم الحكومة، الذي اعتبر حسب بنشمسي، استطلاع الرأي من المحرمات، ووكالة المغرب العربي للانباء، التي اعتبرت استطلاع تيل كيل خرقا للمقتضيات القانونية، اتهم بنشمسي هذه الجهات بالكذب، و اعتبرها تصريحات غير معقولة. وعن شريط الاحداث، ذكر مدير تيل كيل انه صباح يوم السبت 1 من الشهر الجاري، تلقى زيارة شخص من الشؤون العامة يخبره انه تم منع العددين الاخيرين من مجلتي تيل كيل و نيشان، بناء على قرار لوزير الداخلية، وطلب منه الامضاء على محضر التبليغ. بنشمسي رفض التوقيع بدعوى ان القرار غير معلل، ولا يستند الى اي حجج قانونية. في اليوم نفسه تمت محاصرة مطبعة المجلة، وتم تدمير 100 ألف عدد من المجلتين، الامر الذي اعتبره بنشمسي مخالفا للقانون لكونه لا يستند على قرار قضائي . في اليوم الموالي تم اجتماع هيئة تحرير المجلة واتخذ قرار يإعادة نشر العدد من جديد مع سحب استطلاع الرأي. يذكر ان هذا الاستطلاع قامت به شركة مغربية متخصصة، من طرف باحثين مغاربة، وبشراكة مع جريدة لوموند، و شمل 1008 اشخاص. وعن تعليقه عن نتائج هذا الاستطلاع، أشاد بنشمسي بنتيجة 91% واعتبرها تعبر عما يحسه الشعب تجاه ملكه. وفي سؤال حول امكانية نشر هذه النتائج ان كانت سلبية، قال بنشمسي انه لن يتردد في ذلك، معتبرا نفسه يؤدي عمله كصحفي وما تقتضيه المهنية. بنشمسي لم يستبعد ان تكون السلطات على علم مسبق بالاستطلاع، وانها كانت تتنظر فرصة نشره لتأديب «تيل كيل». (*) صحفي متدرب