في الصورة أحمد بنشمسي أمام ملصق لعدد "نيشان" المحجوز - تصوير ( أيس بريس) عُلم أنّ وزارة الدّاخلية قد أمرت أمس السبت بحجز مجلّة "تيل كيل" الفرنسية و "نيشان" الصّادرة بالعربية، حيث تمّ التوضيح بأنّ الأمر يتعلّق بكل من بحجز العددين الأخيرين من المجلّتين الأسبوعيتين، ويحملان على التوالي رقمي 384-385 بتاريخ فاتح غشت إلى رابع شتنبر 2009، وكذا رقمي 212-213 بتاريخ فاتح غشت إلى ثالث شتنبر 2009. "" وقد عللت وزارة الدّاخلية قرار الحجز بنشر المجلّتين، اللتان يديرهما بنشمسي، مجموعة من المقالات التي تمس بالمقتضيات القانونية الجاري بها العمل، وأن الحجز تمّ بالاستناد إلى المادة 77 من الظهير الشريف رقم 378-58-1 الصادر بتاريخ 3 جمادى الأولى 1378 (15 نونبر 1958) بمثابة قانون الصحافة بالمغرب والتي تنص على أنّه "يجوز لوزير الداخلية بقرار معلل أن يأمر بالحجز الإداري لكل عدد من جريدة أو نشرة دورية تمس بالنظام العام أو تتضمن الأفعال المنصوص عليها في الفصل 41، ويكون هذا القرار قابلا للطعن أمام المحكمة الإدارية التي يوجد بدائرة نفوذها المقر الرئيس للجريدة، والتي يجب أن تبت فيه داخل أجل لا يتعدى 24 ساعة من تاريخ تقديم الطلب"، كما ينصّ الفصل 41 على " يعاقب بالحبس لمدة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات وبغرامة يتراوح قدرها بين 10.000 و100.000 درهم كل من أخل بالاحترام الواجب للملك وأصحاب السمو الملكي والأمراء والأميرات بإحدى الوسائل المنصوص عليها في الفصل 38، وتطبق نفس العقوبة إذا كان نشر إحدى الجرائد أو النشرات قد مس بالدين الإسلامي أو بالمؤسسة الملكية أو بالوحدة الترابية، وإذا صدرت عقوبة عملا بهذا الفصل، جاز توقيف الجريدة أو النشرة بموجب نفس المقرر القضائي لمدة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ولا يمتد مفعول التوقيف إلى عقود الشغل المبرمة من طرف صاحب الاستغلال الذي يبقى متحملا لجميع الالتزامات المتعاقد عليها أو الالتزامات القانونية الناجمة عن العقود، كما يمكن للمحكمة بموجب بموجب نفس المقرر القضائي أن تأمر بمنع الجريدة أو النشرة". أحمد نجيم وأحمد بنشمسي يتفحصان أعداد "نيشان" المحجوزة وحسب الفصول التي عُلّل بها أمر الحجز، يتبيّن أنّ الأمر يتعلّق بإحدى الملفّات التي دأب أحمد بنشمسي على نشرها بمناسبة الذكرى العاشرة لتربّع الملك محمّد السّادس على العرش، إذ يبدو أنّ وزارة الدّاخلية قد رأت في الأعداد الأخيرة المحجوزة مسّا بالمُقدّسات وحُرمتها، حيث سبق لبنشمسي أن عنون ملفّات تتحدث عن رصيد عشر سنوات من حُكم ملك المغرب بعناوين من قبيل: "المُسلم الأوّل" و "المْعْلّْمْ".. كما أنّ ملفات "نيشان" و "تيل كيل" نالت انتباه الرأي العام خصوصا بعد أن اندلعت مواجهة بين أحمد بنشمسي مُدير المجلتين ورشيد نيني مدير جريدة المساء، إذ عمل الثاني على اتّهام الأوّل على عموده بمؤخّرة جريدته بالنيل من مُقدّسات الأمّة والدفاع عن الإباحية وإهانة رموز الدّولة المغربية. وقال أحمد بنشمسي مدير نشر "تيل كيل " و "نيشان" في تصريحات صحفية أعقبت حادثة المنعأن سبب حجز المجلتين يعود أساسا لنشرهما بالتعاون مع صحيفة " لوموند " الفرنسية استطلاعا حول رأي الشعبفي الملك محمد السادس ، مضيفا أن "الاستطلاع أظهر بين أشياء أخرى أن 91 في المائة من المغاربة راضون للغاية أو راضون عن أداء الملك ، فيما يرى مراقبون أن السلطات المغربية تريد الاستطلاع بنتائج لا تقل عن 99,9 بالائة إن لم تكن 100 بالمائة من نسبة آراء المغاربة المؤيدة لصالح أداء حكم الملك." وكشف بنشمسي أن السلطات أبلغته أنه ليس من المقبول من ناحية المبدأ إجراء استطلاع رأي حول الملك وأن هذ هو السبب في مصادرة تيل كيل ونيشان ، موضحا أن "لوموند" ستنشر نتائج الاستطلاع الثلاثاء المقبل. وقال وزير الاتصال خالد الناصري لوكالة فرانس بريس: ان "المعاملة نفسها ستطبق على أي جهة تنشرالاستطلاع". وأضاف: ان "النظام الملكي في المغرب لا يمكن ان يكون موضع جدل بما في ذلك عن طريق استطلاع"، وتابع "إذا نشرت لوموند الاستطلاع فلن يسمح ببيعها في المغرب."