لقد سبق لنا أن نبهنا الجهات المعنية إلى خطورة هذه النقطة السوداء من الطريق الرئيسية الرابطة بين عمالة تنغير وإقليم الرشيدية في غير ما مناسبة، لكن حليمة لا تزال على عادتها القديمة، وباتت دار لقمان على حالها، فضل واقع الهشاشة واللامبالاة يخيم على أذهان المسؤولين إقليميا ومحليا ، فلا مندوبية التجهيز تحملت مسؤوليتها في التدخل لانقاد أرواح العباد، ولا من هم بجماعة فركلة العليا ترجموا وعودهم على أرض البلاد. كانت مريم كلما خرجت من منزلها المتواضع في اتجاه ثانوية الحسن الثاني، يعاودها نفس الكابوس الذي أتى على أرواح شهداء هذه القنطرة اللعينة. تلك الأخبار نداولها بين الناس على ضفتي وادي فركلة، الذي لن ننعم أبدا بفرحة عودة المياه في مجاريه وعلى جنباته ما دام حال هذه القنطرة يحيل على الخسف الوشيك بين لحظة وأخرى. وقد تحدثت مصادر شديدة الاطلاع على أن الدراسة التي تم انجازها في أفق إنشاء قنطرة بديلة قد شابتها الكثير من العلل الشيء الذي جعلها محط انتقاد من طرف مجموعة من الملاكين والعارفين بشؤون البلاد. وما يتخوف منه الرأي العام المحلي هو أن تتورط مجموعة من الأيادي الخفية في فرض ممر معين للطريق المؤدية إلى القنطرة "المفترضة" ضدا على مصلحة هؤلاء الملاكين الذين لا حول لهم ولا قوة. وقد عبرت مجموعة من الفعاليات المدنية بفركلة الكبرى عن أملها في إشراك كل المعنيين في اتخاذ القرار اللائق بعيدا عن أسلوب فرض الأمر الواقع والمساومات المقيتة. تبقى الإشارة إلى أن ساكنة تنجداد الكبرى لا تزال تراودها أحلام إخراج القنطرة "الموعودة" إلى أرض الواقع... تعود مريم مساء ذلك اليوم وقد حملت إلى أمها بشرى الخبر الذي تم الترويج له، فتمنت الأم لو أن القنطرة تم تشييدها بعيدا عن أسلوب الحملات الدعائية المجانية والسابقة لأوانها. قناطر الموت، وطريق الموت، تتعدد الأسباب والموت واحد، وتختلف الآراء، ولا حياة لمن تنادي. حينها فقط يوافق شن طبقة وتعرف مريم وأمها أن معادلة السلامة الطرقية في بلادنا مرهونة باستفاقة الضمير، ولعن زمن الشموخ المزيف.