إن الكلام عن الفن التشكيلي بمدينة الرشيدية وعن الرواد الذين كان لهم الفضل في ظهور هذا النوع من الإبداع الإنساني هو بالفعل يعتبر كلاما ذا أهمية كبيرة وذلك بتدوين هذه التجربة المهمة والتي كان لها الدور الكبير في استمرار الإبداع إلى يومنا هذا . فسنوات الستينيات كانت هي البداية الحقيقية "1960" لظهور مجموعة من الفنانين الشباب وهم : عبد الرحمان لاكراتي، ومولاي عبد الله سيدي عمي، عدناني مولاي احمد والحمري مولاي عبد الله، بلفقيه مولاي علي، وشلاط الطيب. فمعرض لعدناني بدار الشباب كان تحديا وحبا للفن. فالفترة الزمنية كانت لا تسمح للفنان أن يعرض أعماله في قاعات العرض بالمدينة لان المدينة كانت لا تتوفر على قاعات خاصة بالمعارض الفنية فكانت المقاهي والفنادق هي السبيل الوحيد لترويج أعمال الفنان في تلك الفترة . ولكن بعد سنوات ظهر مجموعة من الفنانين بأساليب جديدة في العمل الفني وذلك أواخر السبعينيات فأبدعوا وجددوا في التقنيات وكبر ذلك الحلم الصغير وأصبح واقعا يعاش . فمن الأسماء الفنية التي ظهرت نذكر مكوي عبد القادر رحمه الله، وكريش أحمد، وشريفة الحمري، وبرهون محمد . فزيارة جلالة الملك الحسن الثاني (80/81) للمدينة كانت مناسبة وعرسا فنيا لهؤلاء الفنانين لرسم صورة صاحب الجلالة رحمه الله وذلك بقياس 12/7 متر. وبعد ذلك ظهر مجموعة من الفنانين الشباب وقد استفادوا غاية الاستفادة من تجارب الفنانين الأكبر منهم. فنجد السالمي محمد، سعيد بيبي، مصوب لحسن ،الزاكي العمراوي، مكيوي عبد الرحمان، علي الحمري، اميني علوي مولاي المهدي .فكانت الموهبة تفوق التكوين الأكاديمي بالمراكز التربوية لهؤلاء فالحسين سلامة كان نموذجا لتمازج الموهبة والتكوين الأكاديمي . وفي التسعينيات ظهرت مجموعة أخرى من الفنانين من بينهم بوجمعة السطيح، سعيد نجيمة ، محمودي لحسن، حسن بورمضان، طاهيري زكرياء، رشيد عديدو، .فكان لهم الفضل في إبراز الفن التشكيلي إلى الوجود بعد ركود. فشاركوا في مجموعة من التظاهرات الفنية وابدعوا لوحات تشكيلية ذات بعد محلي ورسموا مجموعة من الجداريات في مختلف فضاءت المدينة. لتظهر مجموعة أخرى من الفنانين الموهوبين كالسالمي اسماعيل، وايت حاد عبد العاطي، وخالد السهب، وصالح نديم. ونلاحظ ملاحظة مهمة وهي عدم ظهور أي عنصر نسوي في هذا المجال . فاليوم أصبح الفن التشكيلي معروفا وموجودا وذلك من خلال إقامة معارض وندوات وخاصة معرض الفنانين التشكيليين رشيد عديدو وسعيد نجيمة بشارع مولاي علي الشريف. فأملنا أن نسمع عن التشكيل بالرشيدية وأن يستفيد الحاضر بالماضي في التجربة الفنية وان نبني مستقبلا زاهرا للتشكيل بالمدينة، فنانين ومؤسسات ونقاد ومجتمع مدني . الكاتب : رشيد عديدو المراجع :- موقع الفنان التشكيلي رشيد عديدو - الفنان التشكيلي مصواب لحسن