مع اتساع ظاهرة المثلية عالميا، وحصول المثليين على عدد من الحقوق الاجتماعية في كثير من الدول، تبرز الظاهرة لتشكل معضلة للدول العربية، التي تحاول "مكافحة" المثلية، و"القضاء" عليها، في وقت تعلو فيه أصوات مناصريها. ومع اتخاذ المثليين، أو "الشواذ" كما تسميهم القوانين العربية، وجوها أكثر وضوحا في عدد من الدول العربية، يختلف كثيرون في كيفية التعامل مع هذه الظاهرة، وتصنيفها، بين الحرية الشخصية، وثلاثي الدين والعادات والتقاليد. ولا تمنح الدول العربية أي حقوق للمثليين، بل وفي عدد من تلك الدول، تجرم القوانين ممارسة الجنس مع المثل، إلى جانب رفض المجتمعات لتلك الظاهرة، والحديث عن أنها مستوردة. الناشطة الاجتماعية الإماراتية وداد لوتاه، تقول، إن "الأمر زاد على حده،" وبدأت المثلية في الانتشار في المجتمعات العربية، مضيفة أن "المثليين ينتشرون في المراكز التجارية والحدائق، وبدأوا ينظمون أنفسهم عبر الإنترنت." وتزخر المواقع الاجتماعية، ومنها facebook، الذي أصبح ملاذا "آمنا" للمثليين في مسعاهم للبحث عن تنظيم أنفسهم، بعشرات المجموعات والجمعيات والصفحات التي أنشأها مثليون، من دول مثل متعددة، ومنها المغرب، والسعودية، والأردن، وسوريا. لكن لوتاه تقول إن ظاهرة المثلية "مستوردة،" وليست أصيلة، على الأقل في المجتمع الإماراتي، وتضيف: "لم نكن نعرف هذه الظاهرة، لكن مع انفتاح دولتنا على العالم الخارجي، وقدوم كثير من الجنسيات إلى بلادنا، انحرف جزء من شبابنا." وتؤكد الناشطة الاجتماعية، والتي تعمل أيضا موجهة أسرية في محاكم دبي، في الإمارات العربية المتحدة، أن المثليين في حاجة إلى علاج نفسي وطبي، مؤكدة أن "ذلك الأمر يعد ممكنا."
لكن أخصائي الطب النفسي الدكتور علي الحرجان، يقول إن "العلاج مسألة ليست سهلة، ويحتاج لفترة زمنية طويلة." ويضيف: "عالجت العشرات من المثليين في عيادتي، لكن نسبة من يستمرون في العلاج قليلة." ويرى الطبيب أن العلاقات الجنسية المثلية "تنتشر في المجتمعات العربية بسبب غياب الحرية الجنسية، ومحاذير العلاقات بالجنس الآخر،" لافتا إلى أن "الظروف الاجتماعية والضغوط والحرمان تساهم في انتشارها." ورغم غياب المؤسسات أو الجمعيات التي ترعى حقوق المثليين في الدول العربية، إلا أن هؤلاء فضلوا إيصال رسالتهم عبر الإنترنت، إذ عمد نحو 200 مثلي سوري إلى إطلاق مجموعة على facebook سموها "مثلي مثلك." وكتب أحد القائمين على تلك المجموعة يقول: "أنا مثلي ويحق لي أن أعبر عن رأيي.. أنا لست شاذا أو منحرفا، كما يعتقد البعض.. أنا إنسان له مشاعر أحب وأفرح وأغضب وأحزن." وطالب المسؤول عن المجموعة، والذي لم يذكر أسمه، بإلغاء مواد في القوانين الجزائية في بلده سوريا، والتي تعاقب المثلية الجنسية، قائلا: "أنا مثلي ولم أختر ذلك، فمن منا يختار أن يكون أبيض أو أسمر، طويل أو قصير. ومع تنامي ظاهرة المثليين عالميا، تحاول بعض الدول مواكبتها من خلال إصدار تشريعات خاصة بها. فمنذ بداية العام الجاري أقرت أكثر من خمس ولايات أمريكية قوانين تجيز زواج المثليين، لتتبع بذلك خطى العديد من الدول الأوروبية. المصدر : CNN