يحتفل المغاربة في 14 غشت من كل سنة، بذكرى استرجاع إقليم "وادي الذهب الگويرة" من دولة موريتانيا سنة 1979، لكن وسائل الإعلام الرسمية بالمغرب تتجنب الخوض في تاريخ وظروف استرجاع هذا الإقليم، وتكتفي فقط بإعداد تقارير وروبورتاجات حول النهضة التنموية التي تشهدها جهة وادي الذهب الگويرة، والإشارة إلى قيام عدد من علماء وفقهاء وشيوخ القبائل والأعيان من إقليمي أوسرد ووادي الذهب بمبايعة الملك الراحل الحسن الثاني. أما ظروف الحدث فهي كالتالي: بعد حدث المسيرة الخضراء يوم 6 نونبر 1975، وقَّع المغرب رفقة إسبانيا وموريتانيا في مدريد في شهر نونبر من نفس السنة، اتفاقا ثلاثيا يمهد لخروج إسبانيا من الصحراء وتقسيمها بين المغرب وموريتانيا (الساقية الحمراء للمغرب ووادي الذهب لموريتانيا). وبعد سنوات من توقيع اتفاق مدريد، سارت الأمور في غير ما يشتهيه المغرب، ووقع انقلاب في موريتانيا يوم 10 يوليوز من سنة 1978، أطاح بالرئيس الموريتاني "المختار ولد داداه" الذي كان يعتبر حليفا للمغرب، ليصبح بعد ذلك قائد أركان الجيش الموريتاني "المصطفى بن محمد السالك" رئيسا للبلاد، وقرر حكام نواكشوط الجدد آنذاك التنصل من الالتزامات التي وقعت عليها موريتانيا في مدريد. وذلك بعد صراعات عسكرية مريرة مع جبهة البوليساريو الانفصالية، بالاضافة إلى سلسلة من المفاوضات الدبلوماسية بين الجانبين وبتدخل الجزائر أسفرت هذه المفاوضات على توقيع اتفاق سلام يوم 5 غشت 1979، يعلن رسميا عن انسحاب موريتانيا من إقليم وادي الذهب وتركه لميلشيات البوليساريو. وأمام هذه الأوضاع الجديدة قام الملك المغربي الحسن الثاني بتوجيه أوامره للقوات المسلحة الملكية بالانتشار في الاقليم وفرض السيادة عليه، وإفشال مخطط مليشيات البوليزاريو وحليفتها الجزائر. وفي يوم 14 غشت سنة 1979 قام عدد من علماء وشيوخ إقليم وادي الذهب بزيارة العاصمة الرباط، من أجل تقديم البيعة للملك الراحل الحسن لثاني، وبالتالي أصبح إقليم وادي الذهب الگويرة جزءا من التراب المغربي.