لا أفهم كيف يقبل "بعض مثقّفين"، أن يفرضوا أنفسهم ( شرطة التعبير) في الفيسبوك؛ على شاكلة شرطة الآداب، أو هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، كما في السعودية (الرجعية)؛ فتجدهم يوزعون التعليمات على "الرّعاع" من رواد هذا الفضاء الأزرق، ليرسموا لهم؛ القدر المسموح بالكتابة، و المجالات المُباحة للتعبير، بل و إقناعهم تعاليا – ما داموا مسقّفين أوي – بالوظيفة المسموح بها في هذا العالم الفسيح؛ فيستكثرون عليهم أن يُعبّروا بالمُطلق عما يعتمل بدواخلهم، و يسخرون من "الرعاع" الذين يعتبرون تدويناتهم شكلا من أشكال النضال، و نوعا من أنواع الصمود !!؟ أغرب ما في هاد التاّبوليسيت، أن يحدث هذا التعسّف في فضاء، وُصف بالأزرق ! تشبيها له بفضاء السماوات ! و هل تستحق السماوات اسمها؛ دون حرية السياحة فيها مطلقا، وبلا كوابح !؟ و هل يستحق هذا الفضاء الأزرق اسمه؛ دون حرية التعبير فيه مطلقا، و بلا مناطح !؟ أيها " المسقّفون المتعجرفون "، إنكم بفعلكم المتعالي هذا؛ إنما تصنّفون أنفسكم مع زمرة المستبدّين الطّغاة، مهما نمّقتم تعليماتكم، بزُخرف القول، و سحر الكلام ! حريّ بكم، دون أن تخجلوا؛ أن تعلنوا انتماءكم، إلى قبيلة بول بوث، و فرانكو، و بينوشي، و ستالين، و أجرم أولائك أخا، و صديقا، و رفيقا ! انظروا إلى "حيطانكم"، و تأملوا كم من الرواد يجمجم لكم .. يحمق عليكم .. يتفاعل معكم؛ خمسون .. مائة .. خمسمائة .. !!؟ فمن أين هذه العجرفة، و هذا التكبّر، و هذا التألّه !!؟ الغرور .. كان خطيئة إبليس الكبرى .. ! و الأوهام .. هي مخدّر " بعض مسقّفين " الفضلى .. ! فترى سعيهم، قد ضل في الحياة الدنيا، و هم يحسبون أنهم أحسنوا صنعا !