ثانوية طارق بن زياد التأهيلية بالقصيبة: فصل القول في مقال الجيش العرمرم نشرت مقالا في الموقع الإلكتروني "بني ملال وأزيلال أنلاين"في المؤرخ بيومه مذيلا بصفتي واسمي ،عبرت فيه عن وجهة نظري حول "الإدماج المباشر "لحاملي الشواهد في قطاع التربية والتكوين وليس في سلك الوظيفة العمومية. فتعقبت آراء من كتب وشفه داخل المؤسسة وخارجها وعبر الموقعين المشار إليهما أعلاه ،فوجدتهم قوم قصار علم ليسوا على شيء ذي بال وخصوصا من اعتقد خطأ أنه معني بالأمر أو من بينهم،وتراوحت الردود بين من قال إنه حاقد ومن قال مريض نفسيا ومن قال إنه لا يستحق الرد،وللناس فيما يفكرون مذاهب ،والرأي عندي أن المسألة لا تخرج عن دائرة حرية الرأي والتعبير المكفولة بحكم العولمة ومواقع التواصل الاجتماعي للجميع. لكن وقبل أن أفصل القول حول المقال المنشور،أعتقد أنه لابد من رابط منطقي لربط السالف والمقبل من الرأيين،وأجزم أن التاريخ-ليس بحكم الاختصاص فقط- هو القمين بتحقيق هذا الرابط. فالذهنية التي تلقت المقال هي عموما طائفتين،الأولى أشرت إليها سلفا،ولها علاقة بالتأخر التاريخي،ولهذا الأخير ارتباط بالعقل التاريخي وعلاجه يكمن في محاولة تجاوز المخزون لتجديد الذاكرة الفردية والجماعية،وأما الثانية فيدخل ضمنها من وهب(فعل مبني للمجهول) عقلا كقوة ربانية يسرها الله للإنسان ليستعملها ميزانا يميز به بين الخير والشر،فهو بذلك صاحب إدراك وحكمة وصواب وعدل وواجب وحجة وبرهان،وإلى هذه الطائفة ينتمي أغلب العاملين في المؤسسة التي أشتغل بها إداريين وتربويين.وعند الأولين من المحدثين والمتكلمين فالعقل هو عكس الحمق ،وعند دارسي نفسانيات الشعوب هو "تمجيد الحمق" Eloge de la folie ،لكن لا داعي للقلق فقد رأوا أن الحمق أساس سعادة الكون،وإن أهل الطائفة الثانية يرحبون بأصحاب الأولى متى تعقلوا،لأنه هو الأساس ف"الفارابي"يسميه "الرأي المشترك"وفي مؤسستنا أساتذة مادة الفلسفة،وفي كلام رب العالمين "إن الإنسان لحب الخير لشديد"ولكن في مؤسستنا إن بعض الناس لحب الشر لحريصين وشديدين. أشار علي بعض الزملاء الذين تبادلت معهم النقاش حول الرأي المعبر عنه من خلال المقال أن اللغة الموظفة يمكن أن تكون هي السبب في التأويل الذي دهب إليه البعض،فهذا شيء متوقع ومنتظر،فأية علاقة أبين من تلك التي تربط بين التوحيد والاستبداد؟في السماء رب واحد وفي الأرض حاكم مطلق السلطة،فالنص لا يحتمل معنى واحدا إلا في النادر. وتجاوزا لهذا اللبس ولمزيد من التوضيح فرأيي الذي أدليت به وامنت به منذ المهد وعليه لا أزال هو كالتالي: - ولوج مهنة التدريس تنبغي أن يكون عبر الاصطفاء والانتقاء والمباريات والمقابلات - التكوين الأساسي قبل التكوين المستمر ملزم وضروري،وإلا فما محل النظريات التربوية والديداكتيكية من النقاش - توجهت بالنقد لسياسة الدولة في القطاع التربوي،ولم أذكر أحدا باسمه ،كما لم أتحدت عن الشغل كحق لكل مواطن كفوء ومؤهل - الأهلية والكفاءة شأن يقرر فيه أهل الاختصاص أي رؤساء المؤسسات والمؤطرين التربويين-المفتش سابقا- أما أن يكون أحدهم أحسن مني ،حسب ما يزعمون، ففي ذلك فليتنافس المتنافسون. صفوة القول، فهذا رأيي وتلك وجهة نظري،وأجزل الشكر لكل من تكلم ومن قرأ ومن عبر عن رأيه ومن أحسن ومن أساء،والحمد لله الذي جعل العلم طريقا لمعرفته. المصطفى أيت يدير أستاذ التاريخ والجغرافيا بثانوية طارق بن زياد التأهيلية