ما إن خرجت الشابة إيمان اللواح من المحكمة الابتدائية في تطوان حتى التقطت صورة "سيلفي"، وكلها عزم على المضي قدما في قرارها الذي لا رجعة فيه، بالتبرع بكامل أعضائها بعد الوفاة لأغراض علاجية. وكتبت الطالبة إيمان، ابنة مدينة العرائش، في أول تدوينة نشرتها على صفحتها بعد القرار، "الوقت اللي خديت هاد الصورة كنت خرجت نيشان من المحكمة فرحانة مبتسمة حاسة راسي ديرت شي حاجة وماضاغط عليا حد". وأعادت إيمان، ذات 23 سنة، وهي تتحدث ل "كيفاش" سرد قصة قرارها والدوافع التي جعلتها تتخذه.وقالت: "أول مرة نسمع بجملة التبرع بالأعضاء كنت فالباك من عند أستاذ التربية الإسلامية وصراحة زعزت فيا شي حاجة ولكن تعمدت ننسى الفكرة فوقتها، من موراها كان تجبد هاد الموضوع فبرنامج مباشرة معكم، كنت متشوقة نسمع للنقاش، وكان رائع كيهضرو من ناحية دينية والأجر والفضل على العلم وعلى الانسانية وشحال تقدر تعيش من واحد، ولكن كان صعيب ناخد القرار لنفسي، يمكن من جهة حيت ما متعودينش عليه فوسطنا، ومن جهة أخرى نشوف ورقة فيها كلمة وفاة ليا صعيبة". وأكدت إيمان في حديثها أن هذه الخطوة لا تتطلب من الإنسان إلا الشجاعة حتى يقدم عليها. وترى إيمان أن عددا من الناس يبحثون عن التبرير لعدم أخذ المبادرة بالتبرع بالأعضاء، من قبيل الدين "اللي ما كيعارضش هاد المسألة، بغض النظر عن ما يقال حول الاتجار في الأعضاء". وتقول إيمان في تدوينتها السابقة: "كاملين غنموتو ولكن ديما كنشوفو هادك النهار بعيد وحتى واحد ما كيبغي يشوف شي تصريح فيه وفاتو، ولكن هادو كانو أعذار خاوية، ومن بعد تصادفت مع صور كثيرة كتشجع لهاد الشي". وعزت إيمان اتخاذها لهذا القرار الآن إلى أنه "ماشي قضية دابا غير بديت كنقتنع بيها بشوية بشوية وما بغيتش نزيد (...) أنا ديرتها حيت نهار اللي غنموت أصلا هادك رحلة أخرى، جسدي ما غيفيدني فوالو وأعضائي غتحلل بصورة سريعة، فاللهم يعيش بهم شخص آخر". وعن ردة فعل أسرتها حول هذا القرار، أكدت إيمان أن أسرتها، وإن أبدت استغرابا، إلا أنها لم تعارض، خاصة أن الموضوع كيخصني أنا فقط"، تقول إيمان".وجوابا عن سؤال ل"كيفاش" حول إمكانية ندمها مع مرور الوقت على هذا القرار، أكدت أنها ترى أنها اتخذت خطوة كبيرة، و"يا رب تكتب لي صدقة جارية وأكثر"، وفق تعبير إيمان.