كانت فلسطين وما زالت، محط اهتمام وتقدير من طرف المغاربة وساكنة القصر الكبير بالخصوص، لما تتضمنه فلسطين من مقدسات إسلامية ورمزيات روحية، وكان حجاج القصر يعرجون أثناء عودتهم على فلسطين لزيارة بيت المقدس في القدس ضمن الحجاج المغالربة، ومنهم من استقر بفلسطينوبالقدس نفسه في حي المغاربة، ومنهم من تصدق وحبس عقارت في أعلى حارة المغاربة على الواردين من المغاربة لزيارة بيت المقدس، وعلى سبيل المثال نجد أحد أحفاد الرجل الصالح عبد النبي المغربي المصمودي من منطقة القصر الكبير، قد تصدق وحبس عقارات للهدف المشار إليه اعلاه، بل وأسس زاوية هناك. ويظهر هذا في نص وثيقة المصمودي المؤرخة ب ( 730ه / 1330م). التي نشرها د. عبد الهادي التازي في كتيب له صادرة عن مطبعة فضالة المغرب سنة 1981. ص. 43. وبقي هذا التواصل الروحي لدى ساكنة القصر، ولم ينقطع حتى في فترة الحماية، حيث برزت محبة وتتبع ما يقع في الشرق من مؤامرات على فلسطين، وتبين ذلك من خلال وثيقتين صادرتين عن اللجنة الفرعية بالقصر الكبير لحزب الإصلاح الوطني، نشرهما الأستاذ أبو بكر بنونة في موقعه بأنترنيت مشكورا. وتوجت تلك المساندة بموقف عملي تمثل في مشاركة المناضل الهاشمي الطود في حروب فلسطين سنة 1947 الذي كان في طليعة 10 مغاربة من بين 1000 متطوع مغاربي. ومضمون الوثيقتن المشار إليهما أعلاه هو على الشكل التالي:1 – الوثيقة الأولى المؤرخة ب 16 – 09 – 1938، برز فيها استشراف القصريين لما سيقع لفلسطين، فطلبوا من زعيم حزب الإصلاح الوطني عبد الخالق الطرويس تحديد برنامج موحد لإقامة حفل ضد سياسة تقسيم فلسطين يقام في جميع مدن منطقة الحماية الإسبانية. انظروا الصيغة التي جاءت في الوثيقة ( ضد سياسة تقسيم فلسطين) قبل التقسيم الذي سيفرض على فلسطين سنة 1947. 2 – الوثيقة الثانية: المؤرخة ب 03 – 07 – 1939، الصادرة عن الفرع المحلي بالقصر الكبير لحزب الإصلاح تتحدث عن الإجراءات التي يجب توفرها لاستقبال ضيف القصر الكبير مندوب اللجنة العليا لفلسطين الأستاذ محمد طاهر الفتياني، بما في ذلك حفلة خطابية شارك فيها الأستاذ عبد الخالق الطريس زعيم حزب الإصلاح الوطني، والأستاذ الفتياني مندوب فلسطين، والأستاذ الغالي الطود رئيس فرع الحزب بالقصر الكبير، والأستاذ محمد التݣموتي، وفي الأخير جمعت تبرعات من المواطنيين لفلسطين وقدمت لمندوبها. ومن أراد الزيادة في المعلومات عليه أن يرجع للوثيقتين.