بداية أود التنبيه على أنني في مقالي هذا : أولا لا أعمم لأنه بالتأكيد هناك جمعيات بعيدة كل البعد عن الإسترزاق ، وتانيا ربطي للعمل الجمعوي بموضوع الأقلام المأجورة تتجلى علته في الإشتراك في صفة الإسترزاق . أصبحت ظاهرة الإسترزاق لدى العديد من جمعيات المجتمع المدني بالقصر الكبير مهنة رائجة على نطاق واسع ومهمة يسيرة للربح السريع وخدمة أجندة خفية ، ويلازم هذه الظاهرة الخطيرة عمل لا يقل خطورة عن الإسترزاق الجمعوي ويتعلق الأمر ببعض الأقلام المأجورة مهمتها الوحيدة هو طمس الحقائق و تغليط الرأي العام بتمرير خطاب يغطي على النسيج الجمعوي المسترزق . تمر عملية الإسترزاق بعدة طرق ملتوية لا يشعر بها المواطن العادي الذي لا يعرف سبل التمويل ولا طرق التدبير والتسيير لدى هذه الجمعيات التي يهيمن على مكاتبها أشخاص يديرونها بطرق تكاد أن تكون ديكتاتورية ويتحكمون فيها برؤية أحادية الجانب لا تعرف رأيا مخالفا ولا اقتراحا موازيا إذ يتحكم هؤلاء في كل صغيرة وكبيرة من خلال بسط نفوذهم على الجمعيات التي يديرون شؤونها من موقع الرئاسة ، أما باقي الأعضاء عند هؤلاء فإما مجرد بيادق أو أسماء بحبر على الورق. تسترزق هذه الجمعيات تارة خلال الأيام الوطنية و الدينية و أحايين أخرى باسم المرأة والطفولة ،، ولا تتردد في قضم المنح والموارد عبر اللافتات وعند اقتناء لوازم الأنشطة والحفلات وفي مختلف المعدات التي تعمل على ديباجتها في التقارير المرفوعة إلى الجهات"المانحة". فيما يخص موضوع الأقلام المأجورة والتي يتخفى بعضها وراء بعض الجمعيات فهي لا تترك نقطة سوداء تمر لدى المسترزقين إلا وسعت الى وضع " الجير " عليها بغية تبييضها حتى لا تظهر للعيان وهناك طرق أخرى أيضا كاستعمال لغة المدح وتفخيم الأمور الصغيرة وذلك بانتقاء صور معينة للتدليل بها على ما يسمى بالنجاح وتحقيق الأهداف المسطرة . إن ما يجري بالقصر الكبير من استرزاق فضيع وتمييع خطير للعمل الجمعوي من خلال بعض الأنشطة البذيئة والغير تربوية لا يتجاوز صداها بضع كيلومترات قليلة غربا ومثلها شرقا يحيلنا على ظاهرة خطيرة جدا تستهدف المجتمع وتشكل خطرا على مستقبل التنمية في مفهومه الشامل خاصة إذا علمنا أن هذا العمل يكرس لأسلوب معين يتم توسيع دائرته قصد التحكم في معظم شرائح المجتمع ولعل التركيز على الطفل والفتاة والمرأة والهوية كفيل بأن يعطينا صورة واضحة عن مساعي هذه الجمعيات الإسترزاقية ويوضح أيضا مدى الهدف الخبيث لتلك الأقلام سالفة الذكر . ختاما وجب علينا أخد الحيطة و الحذر والسعي وراء فضح كل مسترزق أو مسترزقة باسم العمل الجمعوي وقطع الطريق على كل قلم مأجور هدفه طمس الحقيقة ونشر معلومات زائفة للرأي العام القصري .