وأنت تجلس رفقة حبيبتك في مقهى أو مطعم، وتشعر بدفئ الجيب أكثر من حميمية اللحظة. وأنت تجلس رفقة أسرتك في مطعم أو مقهى تحاول ترميم التواصل المفقود بين سواهي الوتساب ودواهي الفايسبوك . وأنت تجلس رفقة أصدقائك تركب ألة الزمن لتتصيد من عالم النوستالجبا تفاصيل شغبك الطفولي والمراهقاتي.. وأنت تجلسين رفقة صديقاتك، في مطعم أو مقهى تشاورينهن في نوع الهدية التي ستقدمين لحبيبك بمناسبة عيد ميلاده، أو تناقشن آخر مستجدات قضية سعد لمجرد وأنتم تجلسون رفقة أصدقائكم تناقشون قضية الريف ومعتقليه وتردي حقوق الإنسان وموت السياسة لا تنسوا جميعا حين تذهبون إلى مراحيض المطاعم والمقاهي أن تكونوا كرماء في منح بعض الدراهم لنساء إخترن أو دُفعن تحت قهر الحياة لتنظيف وسخنا وعفونتنا، دون أن يستفرغن ما في معدتهن، أو يصيبهن الغثيان، لأن قيء الفقر أمر عليهن وراء كل إمرأة منهن قصة، وعوض أن تجعلوا من المقاهي فقط "هريب الناب وبعض النميمة" إجعلوا منها أيضا قنطرة للتواصل الإنساني مع هؤلاء النسوة.