عندنا عقدة مزمنة لكل ما هو أجنبي بدءً بالأحذية صباط طليان..تفاح سبليون ونظارات أمريكا وأدباء نقبل منهم اي شيء شريطة أن يكونوا حاملي قضية قضيتهم طبعا. فنحن لا نملك قضايا حتى القضايا عليها أن تكون أجنبية لنتحمس لها.. في حياة من التساؤل حول هاته العقدة المقلقة والتي يتم بموجبها تبخيس كل ماهو داخلي وتقديس الخارج .. ما عندنا قرايا ما عندنا حقوق ما عندنا طياب.. ما عندنا فراش.. ما عندنا.. ما عندنا.. ماعلينا اتيحت لي فرصة الاطلاع على اوضاع التعليم في فرنسا بكل اسلاكه..فتعجبت من مستوى التلاميذ حدّ الدهشة..تعثّر التلاميذ في درس عادي من تلك الدروس التي كنا ننجزها بكل سهولة في العالم القروي.. جمعنا لقاء اخر بشابة تشتغل بالسياحة قامت بعرض حول أنشطتهم الثقافية بالبلدة وعينيك ما تشوف الا النور كما يقول إخواننا في أرض الكنانة . كانت شابة جميلة ترتدي بنطلون جينز وقميص.جلس بجواري أطر فرنسيون لم يتوقفوا عن التحرش بالسيدة طيلة عرضها بطرق فجة تشبه كثيرا مايقع عندنا في الشوارع..تأملت كثيرا ما يجري وقلت في نفسي لماذا نقسوا على أنفسنا ونلصق بنا كل المبيقات وفي المقابل نغمر الآخر الأجنبي بالمدح والإطراء. حاولت أن أبحث عن مبررا ت جيوثقافية للمسألة لأن الجغرافية تحدد أقدار البلدان أيضا فوجدت أننا كبلد كان دوما مفتوحا على العالم كمحطة للعبور لا يملك إلا أن يعامل الأجنبي معاملة خاصة كزبون مفترض. دولة تشبه محطة أولاد زيان لا تنتعش إلا بوجود المسافرين.. تخيّل أن لا تمرّ الحافلات من أولاد زيان ماذا سيكون مصير المحطة ومن فيها ماذا سيكون مصير بائعي المعالجة" سندويتشات بالكاشير المريب الأحمر والخص الأخضر" يسر منظره الناظرين وترفرف فيه أعلام الوطن..ماذا سيكون مصير بائعي المراهم السحرية التي تعالج كل الأمراض والتي لا يتعدى ثمنها عشرة دراهم..ماذا سيكون مصير عائلات أولاد زيان المشهورة والتي تصعد الى الحافلة وتحكي نفس القصة كل يوم.. قصة الزوج الذي يرقد في المستشفى والعائلة التي لا تملك ثمن تذاكر العودة إلى المدينة البعيدة.. ماذا سيكون مصير أولائك الذين يبيعون الكتب الدينية وهم يذكرون بعذاب القبر..في غمرة هذا الوضع لا نملك وقتا للنظر لأنفسنا .. لمعرفة أنفسنا..عيوننا محدّقة دائما بالأجانب كأنهم ملائكة تجود بهم السماء.