تحول المستشفى الإقليمي للا مريم في العرائش، صباح أول أمس الاثنين، إلى شبه مأتم جماعي، إبان استقباله لثلاث جثث، و44 شخصا يعاني بعضهم حروقا متفاوتة الخطورة، بعدما نجوا من موت محقق، في رحلة للهجرة السرية، استمرت لعدة أيام، حيث خصصت السلطات الإقليمية أكثر من خمس سيارات إسعاف لنقل الناجين. وشهد مستشفى للا مريم تدفق عائلات، وأسر الضحايا، والمصابين، حيث ملأ الصراخ، والبكاء كل أركانه، مباشرة بعد استقباله لجثث 3 أشخاص (امرأة، وفتاة، وشاب)، بالإضافة إلى 44 ناجيا، من بينهم امرأة، أصيب 4 منهم على الأقل بحروق من الدرجة الأولى، إثر امتزاج البنزين مع مياه البحر، بعدما بدأ الزورق المطاطي، حيث ظلوا طوال 4 أيام متتالية، يغرق قليلا وسط المياه، عقب نقص حجم الهواء منه، بسبب برودة المياه، وثقل الحمولة. و عُلم من مصدر مطلع أن 47 مهاجرا سريا، 45 منهم ينحدرون من دواوير جماعة العوامرة، التابعة ترابيا لإقليمالعرائش، واثنان من حي الكودية في مدينة العرائش، قد انطلقوا، ليلة الخميس/ الجمعة الماضية، من شاطئ بين الغديرة والهيايضة، على متن زورق مطاطي مدعم بمحرك، ليستمروا في الإبحار، حتى قطعوا أكثر من نصف المسافة الفاصلة بين شاطئ العرائش، والشواطئ الإسبانية، لكن هيجان البحر أرغمهم على العودة إلى الوجهة، التي انطلقوا منها. وأضافت المصادر نفسها أن المهاجرين السريين، ظلوا عالقين وسط عرض البحر، حيث كلما كانوا يحاولون العودة إلى نقطة انطلاقتهم، يزيد نقص حجم الهواء من الزورق، واستمروا على متن الزورق المطاطي لمدة 4 أيام، ما تسبب في تسرب مادة البنزين من المحرك، فامتزجت بمياه البحر، التي كانت كلما لامست أطراف أحدهم، إلا وتصيبه بحروق جلدية مؤلمة. وعانى المهاجرون المذكورون البرد القارس، والجوع، والعطش، ولم يتحمل بعضهم ذلك، فلفظ 3 منهم أنفاسهم خلال الرحلة، فيما نجا 44 آخرين من موت محقق، بعدما انتهت رحلتهم بوصول الزورق إلى شاطئ "المسيرة" بدوار الغديرة في مدينة العرائش. واستمرت عناصر درك العرائش، إلى حدود ساعات متأخرة من مساء أول أمس الاثنين، في الاستماع إلى الناجين، الذين ظلوا إلى حدود صباح أمس الثلاثاء، تحت العناية الطبية في المستشفى، وذلك للوصول إلى منظم عملية الهجرة السرية، التي انطلقت من صخور بحرية تقع بين شاطئي الغديرة، والهيايضة في إقليمالعرائش.