تقول العرب؛ الموسيقى غداء الروح. لكنها على مر التاريخ كانت أكثر من ذلك. وفي الوقت الذي ذهب الإمام أبو حامد الغزالي في كتابه " احياء علوم الدين " إلى القول:" لا وجه لتحريم سماع صوت طيب". عدها مالك بن انس الشافعي، حراما، وتشدد في التحريم لدرجة اعتبر ان مجرد ترنم الانسان بها في خلوته خطيئة. تساوق الموسيقى والرقص كأداء حركي فني فردي أو جماعي، حديث أو تراثي يترجم إبداعية الشعوب، والطاقة الكبيرة لهذا النوع التعبيري الجسدي، وسواء تعلق الأمر برقصة السالسا في بورتو ريكو، أو رقصة التانغو في بوينس آيرس، او رقصة الفلامنكو في ضواحي برشلونة، رقصة «البار» في بلاد الأناظول، فإن جماليات الرقص لايمكن أن يدرك أسرارها إلا الممسوسين بسطوة الجمال الفني. الموسيقى التي نتحدث عنها، هي ما ينتمي إلى المدارس الفنية الرفيعة، وليس الأشكال الهجينة المهيمنة اليوم بفعل محدودية الوعي، وتدني الذوق الجمالي، وندرة المكونات المشكلة للعمل الموسيقي (الأصوات والألحان والأداء)، وعوامل أخرى ترتبط بتحويل الموسيقى إلى سلعة استهلاكية لا أكثر.